بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان يقتضي إلغاء الديمقراطية (حامية الفساد)، والعمل لإعادة الخلافة على منهاج النبوة
في رمضان، الشهر الفضيل الذي أُنزل فيه القرآن، هو فرصة لالتماس الثواب من الله سبحانه وتعالى، حيث الأجر فيه يضاعف. في هذا الشهر شهدت الأمة انتصارات عظيمة، في ظل القيادات السياسية والعسكرية التي تخشى الله سبحانه وتعالى، وتخلص له عز وجل، بغض النظر عن شدة العقبات والمصاعب التي اعترضت طريقها، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾.
مع ذلك، فإن رمضان اليوم أبعد ما يكون عمّا يرضي الله سبحانه وتعالى، والأمة مثقلة بقيادة سياسية وعسكرية لا تخشى الله سبحانه وتعالى، وتحكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى، وتسعى فقط لتحقيق مكاسب شخصية، حتى أصبح من الصعب عليها إخفاء فسادها المالي عن أعين العالم، على الرغم من وجود قنوات سرية منذ عقود. الحقيقة أن تطبيق النظام الحالي، سواء من قبل الحكام أو المعارضة أو القيادة السياسية أو القيادة العسكرية، يجعل الفساد المالي حتميًا، حيث لا مفر منه في ظل النظام الحالي؛ لأن الديمقراطية هي نظام الأهواء والرغبات، نظام يسمح لمن في الحكم بسنّ القوانين وفقًا لمصالحهم أو مصالح أسيادهم الغربيين، ضاربين بأوامر الله سبحانه وتعالى عرض الحائط، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾.
من الواضح أن الديمقراطية هي السبب في أن قيادات الجيش الحالي والقيادة السياسية يغتصبون ثروة الأمة، تاركيها في حالة يرثى لها، تعاني الفقر المروع، على الرغم من الموارد الهائلة التي تمتلكها، وأصبحت بلاد المسلمين بين بلاد محتلة أو مسرحًا لحرب مدمرة، من سوريا وفلسطين، إلى أفغانستان وكشمير المحتلة، رغم امتلاكها معًا أكبر قوات مسلحة في العالم. كما تقوم الديمقراطية على العلمانية التي تفصل ديننا الحنيف عن حياتنا، وهذه العقيدة هي الوصية على جميع أشكال الفساد، من البؤس الاقتصادي، إلى التبعية السياسية للخارج. لذلك فإن أي شخص لا يزال يعلق الآمال على الديمقراطية، مستنكرٌ ما هو عليه.
أيها المسلمون في باكستان!
إن القضاء على الفساد بجميع أشكاله، المالي وغيره، يقتضي إلغاء الديمقراطية وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة مكانها، وهذا يوجب علينا جميعا العمل مع حزب التحرير لتغيير واقعنا، وإعادة الإسلام كطريقة للحياة ودستورًا للدولة. وقد أعد حزب التحرير مخططًا كاملا لدولة الخلافة على منهاج النبوة، يشمل جميع التفاصيل، من نظام الاقتصاد إلى سياسة التعليم...، وذلك استنادًا على القرآن والسنة، وكذلك فقد أعد دستورًا شاملًا من (191) مادة. وحزب التحرير أعد جيوشًا من السياسيين الأكفاء، رجالًا ونساء، من الذين يسعون جاهدين ضد الظالمين رغم الاضطهاد والمشقة، لا يخشون إلا الله سبحانه وتعالى، واثقين بوعده عز وجل، ومستبشرين ببشرى رسول الله e، القائل: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» رواه أحمد.
أيها الضباط المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!
أنتم شهود عيان اليوم على الحركة العالمية القوية التي تطالب وتدعو للخلافة على منهاج النبوة، حيث تضحي الأمة من أجل الإسلام، على الرغم من كل المؤامرات التي تحاك ضدها من قبل المستعمرين الغربيين. وأنتم كذلك على بينة من زيادة اضطهاد نظام رحيل/ نواز للعاملين الشجعان للخلافة على منهاج النبوة، من شباب حزب التحرير، فالنظام يخافهم لأنهم على وشك تحقيق هدفهم، فلا يمكنكم أن تظلوا تلعبون دور المراقب السلبي لهذا الكفاح المرير، لأنه من الواضح أن القوة التي تستطيع تحقيق التغيير الحقيقي في باكستان تكمن فيكم، في القوات المسلحة، كما هو الحال في البلدان الإسلامية الأخرى. إن صمتكم أو دعمكم في القوات المسلحة هو الذي سمح للتغيير المتكرر في الوجوه فقط في ظل الديمقراطية على مدار ما يقرب من سبعة عقود، ولا تزال الديمقراطية الوصي على الفساد لأن الخونة في قيادتكم استخدموا قوتكم العظيمة فقط لدعم الأنظمة التي هي من صنع الإنسان، مثل الديمقراطية والدكتاتورية. فكيف ترضون مثل هذا التعسف في استعمال القوة والسلطة، يا من أقسمتم بالله سبحانه وتعالى على حماية البلاد والعباد؟!
كيف تقبلون بالتقصير فيما فرضه الله سبحانه وتعالى عليكم، حيث أقام رسول الله e الدولة الإسلامية بالطريقة التي دأب على اتباعها رغم الصعوبات الشديدة التي لاقاها، والتي تتضمن أخذ النصرة من رجال الحرب؟ حيث التقى شخصيًا بأسلافكم، وطلب منهم النصرة لتطبيق الإسلام بشكل كامل وفوري، وقد استمر رسول الله e على هذه الطريق صابرًا، لا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى، حتى نصره عز وجل من خلال الأنصار رضي الله عنهم الذين أعطوا بيعة العقبة الثانية، وقد كانوا مجموعة صغيرة ولكن مخلصة وشجاعة من رجال الحرب.
لذلك، فإن حزب التحرير يقف أمامكم الآن، يطالبكم بإعطاء النصرة له، بإمرة العالم الجليل ورجل الدولة، الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، للإقامة الفورية للخلافة على منهاج النبوة، وبهذه الطريقة تكرمون في هذه الحياة الدنيا وتنالون نعيم الآخرة. بالتالي نحن نطالب كل واحد منكم في هذا الشهر الكريم بإعطاء النصرة لحزب التحرير، مذكريكم بأجر إخوانكم في السلاح، من الذين أقاموا الإسلام كدولة في المدينة المنورة، عن طريق إعطاء النصرة لرسول الله e، مثل سعد بن معاذ رضي الله عنه، الذي قال فيه رسول الله e عندما توفي، وبكته والدته: «ليرقأ - لينقطع - دمعك، ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش» [الطبراني].
التاريخ الهجري :20 من شـعبان 1437هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 27 أيار/مايو 2016م
حزب التحرير
ولاية باكستان
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وسدد الله خطاكم
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..