بسم الله الرحمن الرحيم
التحالف مع أمريكا هو سبب الذل الذي وقع علينا أمام الدولة الهندوسية
قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 من أيلول/سبتمبر 2016م بخصوص إجراء محادثات مع الهند: "المحادثات تصب في مصلحة البلدين... السلام وتطبيع العلاقات بين باكستان والهند لا يمكن أن يتحقق من دون حل النزاع في كشمير". وفي اليوم نفسه، خلال مؤتمر صحفي عقد في الولايات المتحدة، دعا وزير الخارجية الباكستاني الولايات المتحدة للعب دور في المحادثات مع الهند، حيث قال: "نعتقد أن مسئولية نزع فتيل النزاع تقع على الولايات المتحدة، وينبغي أن تقوم هي بهذا الدور، وسنظل نلحّ عليها للعب هذا الدور". وقد جاءت هذه التحركات بعد يومين فقط من اجتماع نواز شريف مع وزيرة الخارجية الأمريكي، ضمن مشروع الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وباكستان. وقد صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن "رئيس الوزراء ووزير الخارجية (كيري) أعربا عن قلقهما الشديد لأحداث العنف الأخيرة التي جرت في كشمير، وخاصة حادث الهجوم على قاعدة الجيش، وأكّدا على ضرورة سعي جميع الأطراف للحد من التوترات".
أيها المسلمون في باكستان!
بعيدًا عن التأكيد على أن القوة هي السبيل الوحيد التي من خلالها يمكن مواجهة الدولة الهندية المارقة في المنطقة، فإن التحالف مع أمريكا هو السبب الجذري الذي جعل باكستان تضعف بشكل تدريجي أمام الهند. خلال عهد نظام مشرف/ عزيز، استغلت الولايات المتحدة باكستان لتأمين غزوها واحتلالها لأفغانستان، ثم فتحت الولايات المتحدة على وجه السرعة أبواب أفغانستان أمام الهند لإيجاد موطئ قدم غير مسبوق لها هناك، ثم بدأت الدولة الهندوسية باستغلال وجودها في أفغانستان كقاعدة لزعزعة استقرار باكستان وإشعال نيران الفوضى والفتنة في جميع أنحاء باكستان. ثم أعلن نظام مشرف/ عزيز أن الجهاد في كشمير هو "إرهاب"، وكان ذلك بطلب من أمريكا حتى تشعر الهند التي اهتزت من قبل مجموعات صغيرة من المسلمين المقاومين بالراحة. ثم أشرك نظام كياني/ زرداري القوات المسلحة مع القوات الأمريكية الجبانة على الحدود الغربية للدفاع عن القوات الأمريكية المحتلة لأفغانستان، وقد كان ذلك بطلب أمريكي أيضًا، وقد كان بمثابة أكبر إغاثة للهند على الحدود الشرقية، مما عزّز من أطماعها الإقليمية. علاوة على ذلك، في زمن الجنرال كياني، كان الجنرال رحيل الشخص الذي قام بمراجعة العقيدة العسكرية للجيش، وتمثلت تلك المراجعات فيما يعرف "بالكتاب الأخضر"، وكانت لحرف تركيز الجيش الباكستاني عن الهند كما طلبت أمريكا لإزالة القوات المسلحة كعقبة أمام صعود الهند.
الآن، وفي زمن نظام رحيل/ نواز، يندفع الخونة في القيادة العسكرية والسياسية برعاية الولايات المتحدة نحو المحادثات مع الهند لدفن أي أمل في تحرير كشمير، والحيلولة دون توحيدها مع باكستان إلى الأبد. هذا الطلب الأمريكي يمنح الدولة الهندوسية انتصارًا من خلال الدخول في متاهة المحادثات الدبلوماسية، مما سيمكّنها من تأمين نفسها على أرض المعركة. هذا هو السبب الذي جعل الجنرال رحيل يردد المطالب الأمريكية ذات التدابير الدبلوماسية فقط حول كشمير، وكان ذلك عندما أعلن في السادس من أيلول/سبتمبر 2016م: "كشمير هي شريان حياتنا، وسنواصل دعمنا السياسي والمعنوي لحركة التحرير على جميع المستويات". وبالنسبة لتطبيع العلاقات، فإنه يشكل خطراً أكبر على الأمة، فهو جزء من الكيد الأمريكي لباكستان لإزالتها كعقبة أمام الهند باعتبارها قوة إقليمية مهيمنة. كما إن "التطبيع" يشمل قمع الإسلام تحت غطاء مكافحة "التطرف" وهو طعن في الظهر للمقاومة الإسلامية في كشمير تحت غطاء "وضع حد للإرهاب عبر الحدود"، ويشمل أيضًا نزع السلاح النووي ذاتيًا تحت شعار "ضبط النفس".
مما لا شك فيه أن التحالف مع الولايات المتحدة هو إيهام بأنه سبيل للقوة بينما هو في الواقع يمثّل أكبر سبب للضعف؛ فأمريكا هي قبل كل شيء من أشعلت نار الفوضى في بلاد المسلمين عن طريق قواتها الخاصة ودولة يهود والدولة الهندوسية، لذلك كان أي تحالف مع العدو اللدود المحارب خيانة عظمى. بالنسبة لإحالة قضية كشمير إلى مجلس الدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة، وهي الدول المحاربة للمسلمين، فإنه حرام، لأن سلطتهم هي الطاغوت بعينه، والتحاكم إلى الطاغوت حرام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾.
أيها الضباط المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!
بسبب الطاعة العمياء للولايات المتحدة، يندفع نظام رحيل/ نواز لخيانة إخواننا وأخواتنا في كشمير المحتلة، فضلًا عن إذلالنا وقهرنا أمام الدولة الهندوسية، ولولا خشية نظام رحيل/ نواز من تهييج مشاعركم ضده لذهب إلى الاستسلام بشكل كامل، على الرغم من أنه يجب على أي حاكم مخلص وقوي تعبئة قواتكم للجهاد لوضع حد للإذلال الحاصل ونصرةً للمسلمين، مصداقًا لما قاله النبي محمد e: «ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا» رواه أحمد. نلفت أنظاركم إلى أنه إذا اهتزت عروش أعدائنا من قبل ثلة صغيرة من المقاومة المسلحة، فكيف بهم في مواجهة الجهاد الذي ينظم من قبل القوات المسلحة المسلمة بعدتها وعتادها؟!
في مثل هذه الحالة لا يكفي منكم دعم مشروع الخلافة على منهاج النبوة بالكلمة فقط على اعتبار أنها الطريقة الوحيدة الحقيقية لتحقيق العزة والأمن أمام أعدائنا؛ نقول هذا على الرغم من معرفتنا جيدًا أن تأييدكم لمشروع الخلافة من خلال الكلمة قد جعل النظام يفقد صوابه وهو يسعى لعرقلة الدعوة إلى الخلافة من الوصول إلى مبتغاها، من خلال ما تناهى إلى أسماعكم من ممارسة النظام لجميع وسائل البطش والخطف والتعذيب ضد حملة الدعوة لها. لذلك كلمة "لا" ليست كافية عندما يتطلب الموقف العمل، فأجيبوا دعوة حزب التحرير بالقيام بواجب إعطاء النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
إنه من خلال مبايعة الإمام فقط ستتمكنون من توحيد الأمة بأكملها على صعيد واحد تحت قيادته وفي ظل الدولة الأكثر قوة وغنى في العالم، وبقيادة الإمام سنكون قادرين على المضي قدمًا نحو بناء الدولة الرائدة التي ستحدد شكل الموقف الدولي من خلال جعل الإسلام المبدأ السائد في العالم، وبقيادة الإمام سنكون قادرين على تحرير بلاد المسلمين (كشمير، وأفغانستان، وفلسطين، والعراق) من الاحتلال بالجهاد. وندعوكم لهذا وهو ما نحب لكم، فهو خير لكم من متاع الدنيا الزائل في هذه الحياة المؤقتة، وثواب ومرضاة الله سبحانه وتعالى يكمن في استخدامكم قوتكم في سبيل الله سبحانه وتعالى، فقد قال رسول الله e: «مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شيء، إِلاَّ الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ» رواه البخاري.
التاريخ الهجري :28 من ذي الحجة 1437هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 30 أيلول/سبتمبر 2016م
حزب التحرير
ولاية باكستان
3 تعليقات
-
بوركتم وبوركت جهودكم
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم