بسم الله الرحمن الرحيم
كفانا قيادة عاجزة تتحالف مع الولايات المتحدة وترجو النجاة منها!
التقى قائد سادس أكبر جيش في العالم صاحب القوة النووية الإسلامية الوحيدة (الجنرال باجوا) بالسفير الأمريكي في 23 من آب/أغسطس 2017م، بعد يومين من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم تكفه المعاناة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها باكستان منذ شنّت واشنطن حملتها الصليبية على المسلمين فيما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، منذ ستة عشر عامًا مضت. لقد كان على باجوا أن يعلن انسحابًا سريعًا من الحملة الأمريكية، ويطرد سفير الولايات المتحدة من البلاد من غير رجعة، ويطرد عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي وجيش المقاولين من المقاتلين الذين يشنّون حملة تفجيرات واغتيالات في البلاد لحثّ قواتنا المسلحة على دخول المناطق القبلية التي تقاوم الاحتلال الأمريكي في المنطقة، لكن بدلًا من ذلك، أعلن باجوا من خلال بيان صدر عن قيادة الجيش: "نحن لا نسعى لأية مساعدة مادية أو مالية من الولايات المتحدة، ولكننا نسعى لنيل ثقتها وتفهم موقفنا والاعتراف بمساهماتنا".
أيها المسلمون في باكستان، وقواتنا المسلحة على وجه الخصوص!
إن حزب التحرير / ولاية باكستان يسألكم جميعًا: ممن يسعى باجوا لنيل الثقة والاعتراف بالجميل؟! وما هي بالضبط الولايات المتحدة التي لا يزال باجوا يتحالف معها؟ إنها دولة استعمارية غير جديرة بالثقة، وتؤوي أكبر منظمة إرهابية في العالم وأكثرها تمويلًا (وكالة المخابرات المركزية)، وبالتالي فهي المسؤولة عن العمليات التفجيرية والقتل في طول البلاد وعرضها، وذلك من أجل خدمة أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، من أمريكا الجنوبية إلى جنوب شرق آسيا، إنها دولة رأسمالية مارقة حشدت المؤسسات المالية العالمية التي تسيطر عليها (مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) لحرمان الدول الغنية بالموارد الطبيعية من قدراتها الصناعية؛ في حين أغرقتها في ديون لا يمكنها سدادها من خلال الربا وخنق رعاياها بالضرائب الباهظة، هي دولة علمانية متعجرفة، لا تستحق القيادة على أرض الله عز وجلّ، رب العالمين، وهي التي أكدت بأنها "أولًا وبقية العالم آخرًا"، وفي سعيها لتأمين مصالح رجالها الرأسماليين الجشعين، أطلقت العنان لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد النساء والأطفال والمسنين، وأطلقت أيدي قواتها الجبانة الشريرة للنيل من الآخرين وممتلكاتهم وعرضهم ومقدساتهم.
كيف لنا أن ننتظر العزة من التحالف مع مثل هذا العدو الغادر ونثق به، والله عز وجلّ قد حذرنا من التحالف مع الكافرين، حيث قال: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾؟ كيف أيها المسلمون؟! إن الصليبيين الأمريكان لن يرضوا عنا ولن يمنحونا الشرف حتى لو أحرق منا عشرات الآلاف في حرائق "الفوضى الخلاّقة"، وحتى لو أحرق الآلاف من ضباطنا وجنودنا كوقود للحملة الأمريكية... فكم من الوقت نستطيع تحمل حكام مثل باجوا الذين يقدمون أنفسهم كرقيق لا يحترمون أنفسهم لسيد ظالم لا يرحم؟
أيها المسلمون في باكستان، وقواتنا المسلحة على وجه الخصوص!
إن حزب التحرير / ولاية باكستان يسألكم جميعًا: من يمثّل باجوا في هذا الموقف الذليل؟! ماذا يظن فينا باجوا حتى يسعى إلى التحقير من شأننا أمام أعدائنا من خلال التحالف معهم؟! نحن قوات مسلحة شريفة ونبيلة يملأ صدرها الحب العميق لله عز وجلّ ورسوله e، ونحن قوات مسلحة شجاعة وشعب نابض بالحياة عندنا إرث الإسلام ونحن فخورون به، هو إرث بدأ منذ زمن الخلافة الراشدة، إلى هيمنة الإسلام على شبه القارة الهندية، وصولًا إلى مقاومة الاستعمار البريطاني من خلال التضحية الكبيرة من أجل إقامة دولة باسم الإسلام في آب/أغسطس من عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين، ولن يهدأ لنا بال في ظل الظلم من الاحتلال الأمريكي، ونحن من القوات المسلحة الباسلة والمدربة التي لا تحسب شهداءها في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجلّ خسارة.
نحن قوات مسلحة قوية محترمة وشعب عنده جميع أسباب النهوض وبلد جاهز ليكون نقطة ارتكاز للخلافة على منهاج النبوة التي تحكم بالإسلام وتوحد الأمة كلها مرة أخرى؛ وهي القيادة العادلة الراشدة التي يتوق إليها العالم المظلوم ويبحث عنها، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، فإلى متى سننتظر قبل أن نقيم الخلافة على منهاج النبوة؟
أيها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية! سبعة عقود من التحالف مع المستعمرين أكدت أن هذا الطريق لا يجلب لنا إلا الذل والمهانة، وانعدام الأمن في السنوات الست عشرة الأخيرة كان بسبب القادة العسكريين الذين تهاونوا في تحقيق الأمن منشغلين في تأمين تقاعدهم المرفّه؛ حيث وظفوا ذكاءكم وقواعدنا الجوية وممراتنا الجوية لتأمين احتلال الأمريكيين وحماية أنفسهم، فقد جلبوا لكم كياني ورحيل الذي حشد قوتكم في المناطق القبلية لحماية الصليبيين الجبناء، الذين إن تُركوا وحدهم فإنهم سيغرقون في "مقبرة الإمبراطوريات"، مثل الإمبريالية البريطانية والروس السوفيت من قبلهم، وقد جلبت لكم هذه القيادة الآن (باجوا)، الذي يسعى للتحالف مع أهل الغدر، والمنهمك في التمكين للوجود العسكري الأمريكي على أعتاب داركم من خلال إيقاع طالبان الأفغانية في متاهة المفاوضات.
كيف لمثل هذه القيادة الرخيصة أن تكون قيادة لأشجع قوات مسلحة تحمل في قلبها كلمة التوحيد وتؤمن بـ ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾؟ كم من الوقت تحتاجون يا أسود الأمة حتى تقطعوا السلاسل التي ربطتكم بها القيادات الجبانة؟ ندعوكم لإعطاء حزب التحرير النصرة الآن لإعادة إقامة الخلافة على منهاج النبوة، فتنالوا رضا ساكن السماء وسكان الأرض من هذه الأمة النبيلة.
التاريخ الهجري :3 من ذي الحجة 1438هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 25 آب/أغسطس 2017م
حزب التحرير
ولاية باكستان