بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التأسيس عبر الحوار الوطني لنظام علماني يمزق البلاد ...
أمريكا توشك على إطلاق رصاصة الرحمة على إسلاميي السودان
بدأت يوم الاثنين 2016/01/18م الأمانة العامة للحوار الوطني، في إعداد وثيقة مخرجات الحوار، لإجازتها مطلع شباط/فبراير المقبل؛ وهي الوثيقة التي يراد لها أن تكون أساساً لدستور السودان القادم.
لقد أطلقت أمريكا بتاريخ 2013/08/13م الدعوة لحوار وطني في السودان، في ورقة بعنوان: (الطريق إلى الحوار الوطني في السودان)، بالرقم (موجز سلام رقم 155)، وقد جاء فيها: (لقد حان الوقت لأن يشرع السودان في حوار داخلي حقيقي، وعملية إصلاحية تؤدي إلى حكومة ممثلة لقاعدة واسعة، وديمقراطية). وهي تريد عبر هذا الحوار التأسيس لنظام علماني، كامل العلمانية، تُنزع عنه الشعارات والقوانين ذات الصبغة الإسلامية، ومن ذلك تصريح وكيل وزارة الخارجية السودانية، حيث قال: "السودان دولة ليست لها دين" (صحيفة اليوم التالي 2015/08/05م)، يقود هذا النظام العلماني سياسة خارجية ميكافيلية، تنافق حتى كيان يهود الغاصب، لتطبيع العلاقات معه، حيث قال وزير الخارجية غندور: "إن الحكومة لا تمانع من دراسة تطبيع العلاقات مع إسرائيل" (صحيفة الصيحة 2016/01/15م) ويراد عبر هذا النظام العلماني تمزيق البلاد؛ بالفدرالية والحكم الذاتي الذي أصبح حقاً دستورياً، يُضاف إليها ما تتمخض عنه لقاءات الحكومة الثنائية، مع الحركة الشعبية؛ التي تطالب بالحكم الذاتي لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولقاؤها مع حركات دارفور المسلحة؛ التي تطالب بمزيد من السلطة والثروة لإقليم دارفور، فوق الحكم الذاتي الموسع.
إن أمريكا هي اللاعب الأساس في الحياة السياسية في السودان؛ عبر الاتحاد الأفريقي، والآلية رفيعة المستوى، وثامبو أمبيكي، ومبعوثها للسودان وجنوب السودان (دونالد بوث)... وليس بعيداً عن أمريكا بعد أن يؤسس حكام السودان النظام العلماني الصريح في السودان، أن تكافئهم على جريمتهم الأخيرة هذه بجزاء سنمار، بإطلاق رصاصة الرحمة عليهم، وإقصائهم عن سدة الحكم؛ فهم الذين فصلوا جنوب السودان عن شماله، وهم الذين أحيوا النعرات القبلية، والعنصرية، والجهوية، ووضعوا البلاد على شفير التقسيم، على أسس جهوية، وعرقية، وقبلية، وهم الذين أفقروا البلاد والعباد، وهم الذين ارتبطوا بكل صور الفساد وأشكاله، لأجل ذلك فقد أصبحوا مكروهين في السودان، ومن ثم يكونون عبئاً على مشروع أمريكا، فلا يستطيعون خداع الناس وتضليلهم بكلامهم الزائف عن الإسلام... وكعادة المستعمرين فإنهم يلقون بعملائهم على قارعة الطريق إذا ما استنفدوا أدوارهم، فيخسرون الدنيا والآخرة ﴿ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
إن أمريكا وعبر بعض الضباط؛ بوصف السلطة تكمن في الجيش، تسعى لإقامة نظام علماني في السودان؛ تقوده قوة هي مزيج من السياسيين العلمانيين، وحملة السلاح، وهي تريد بذلك إقصاء الإسلام، والحيلولة دون تطبيق أحكامه وأنظمته في الحياة، وتأخير نهضة الأمة ولكن هيهات هيهات!!
إن الإسلام هو عقيدة أهل السودان، وهو المحرك لهم، وهم يعلمون علم اليقين أن هذا النظام لا علاقة له بالإسلام، وأن كل هذا الضنك الذي يرزحون تحته، إنما هو ثمرة لهذه العلمانية، وأن تطبيق أنظمة الإسلام وأحكامه، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هو الحل الجذري لجميع مشاكلهم، وإن هذا لكائن قريبا بإذن الله سبحانه.
وختاماً، كلمة إلى أهل القوة والمنعة:
إلى متى تظلون صامتين لا تحركون ساكناً في مواجهة مشاريع الغرب الكافر؛ إقصاء الإسلام عن الحياة، وفصل جنوب السودان، وعلمنة وتمزيق ما تبقى من البلاد؟ ألم يأن لكم أن تدركوا أنكم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام هذه الأمة العظيمة التي تنتمون إليها؟
فأنتم قادرون على قلب الطاولة على مشاريع الغرب الكافر، وتعطيلها، واحتضان مشروع الأمة وتثبيته؛ الخلافة الراشدة؛ التي تحيي الناس حياة إسلامية، وتقطع يد الغرب الكافر؛ العابثة في بلادنا، لتستأنف الأمة حمل دعوتها؛ دعوة الخير للعالمين.
يا أحفاد الأتقياء الأقوياء؛ الذين جاهدوا في الله حق جهاده، أحفاد الصحابة والتابعين والقادة الفاتحين، أحفاد الناصر صلاح الدين؛ قاهر الصليبيين، أحفاد قطز وبيبرس؛ قاهري التتار... وقائمة الشرف تطول، ولا يزال مكانكم فيها شاغراً ينتظر قيامكم بنصرة دين الله، بإعلانكم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
التاريخ الهجري :12 من ربيع الثاني 1437هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 22 كانون الثاني/يناير 2016م
حزب التحرير
ولاية السودان
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
اللهم عجل لنا بالنصر المبين