المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 22 من ذي القعدة 1437هـ | رقم الإصدار: 04/1437هـ |
التاريخ الميلادي | الخميس, 25 آب/أغسطس 2016 م |
بيان صحفي
تقرير اللجنة البرلمانية حول بعث الأصولية (Radicalization)
فيه أخطاء وتناقضات
قرأنا بتمعّنٍ التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون الخارجية الخاصة لمجلس العموم حول "بعث الأصولية". فلاحظنا أن وسائل الإعلام الرئيسية تركز على ما إذا كانت شركات الإنترنت تعمل أو لا تعمل ما فيه الكفاية لمعالجة انتشار (الإرهاب).
ومع ذلك فليس هذا هو العيب الرئيسي في التقرير - الذي يزعم بأنه ينظر في عدة أمور بما في ذلك أسباب "بعث الأصولية" (Radicalization) وسياسة المنع (Prevent).
بخصوص التقرير، قال تاجي مصطفى، الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا: "المشاكل الأساسية في التقرير هي ما وقع فيه من أخطاء وتضارب وتناقض".
أ) حول بعث الأصولية يقول تاجي: ليس هناك دليل يظهر مساراً واحداً أو حدثاً واحداً يؤدي بالشباب إلى آفة التطرّف؛ بل كلّ حالة مختلفة عن غيرها. رغم هذا فإنّهم لم يواصلوا البحث لفضح المغالطات في هذه الفرضية الأساسية (بجانب غياب تعاريف لـ"بعث الأصولية" و"التطرّف") التي قامت عليها كلّ سياسة لمكافحة التطرّف في المملكة المتحدة وأوروبا. إن إدراكهم لهذا الأمر، ورغم ذلك عدم توضيحهم له - ومن ثمّ عدم شجبهم لكلّ سياسة بنيت عليه، يعتبر عيباً أساسياً في التقرير.
هناك كذبة غالباً ما تكررت في جوهر فكرة "بعث الأصولية" بحيث يصدقها الناس. ألا وهي "كلما كنت إسلامياً أكثر فأنت تهديد محتمل أكثر". فأصبح هذا سبباً جعل من سياسات "نزع الأصولية deradicalisation" تهدف إلى جعل المسلمين "إسلاميين أقل" وأكثر طواعية للمعايير الليبرالية والسياسات الحكومية.
إذا كان "بعث الأصولية" يعني جعل الناس أكثر هيجاناً ويرتكبون أعمال عنف، فليس هذا بسبب الإسلام. فالغضب ردّ فعل عاطفي معروف للإحساس بظلم السياسات الخارجية للحكومات الأجنبية، و(مؤخرا أكثر)، السياسات المحلية - بالرغم من أنّ أعمال العنف ضدّ الناس الأبرياء ردّ فعل غير مقبول لمثل هذه العواطف. من المحزن أن هذه "الأعمال الإرهابية" غير المقبولة لا يبدو أنها في تناقص، في وقت لا يعترف بأنها ردة فعل على السياسات التي تُحاك في لندن وواشنطن وباريس.
ب) فيما يتعلق بسياسة المنع Prevent، يدعو التقرير إلى مراجعة وإعادة توصيف هذا الصنف "السامّ". إعادة توصيف أو إصلاح سياسة المنع Prevent الخبيثة شبيه بوضع أحمر الشفاه على خنزير. بينما المطلوب هو إلغاء سياسة المنع.
في الوقت الذي وصف فيه بعض الشهود سياسة المنع هذه بالتمييزية (كالتمييز العنصري)، واتّهموا وسائل الإعلام بإثارة رُهاب الإسلام (إسلاموفوبيا)، فإنهم فشلوا في الإشارة إلى أن القادة السياسيين الذين يتولون هذه السياسة هم أنفسهم الذين أوجدوا الرهاب الإسلامي وسمحوا به.
لقد أخفقوا في الإشارة إلى أن سياسة المملكة المتحدة المناهضة للتطرف لا علاقة لها عموماً بمكافحة (الإرهاب)، بل أصبح ذلك (الإرهاب) المزعوم عذرا لتطبيق سياسة أمنية لفرض الاندماج الإجباري. فكانت أكثر اهتماماً بما يسمى إصلاح الإسلام كي يغير المسلمون وجهات نظرهم وقيمهم، ولمنع التعبير عن الآراء السياسية.
هذا الأمر يُعترف به ضمنيا في التقرير الذي يقتبس أقوال بعض كبار ضبّاط الشرطة الذين يعترفون الآن بأنهم يتصرفون "كشرطة فكر"؛ وهو دور عهد به حالياً إلى المدارس والجامعات والخدمات الصحية.
ج) خنق النقاش والكلام قد انتقده بعض الشهود من قطاع التعليم. على أية حال، كان تأثير هذه السياسة إسكات المسلمين عن مناقشة القضايا الحيوية التي يبحثها غيرهم بحرية. فأصبحت النتيجة وجود فراغ خطر في الجالية الإسلامية الذي يمكن ملؤه بسهولة جداً بآليات البحث من الإنترنت، الذي انفرد بالنقد في التقرير. وبما أن أعداداً متزايدة من المسلمين البارزين، إمّا أن يكونوا خائفين جدا من مناقشة هذه الأمور، أو قد يقولون بأنّهم ليسوا معنيين بهذه الأمور، فإننا نرى آخرين سرعان ما يغيّرون وجهات نظرهم ويتبنّون وجهة نظر ليبرالية. فيدعي أصحاب التقرير بأن هذا "إصلاح"، بينما هو لا شيء أكثر من تشويه للإسلام.
د) صانعو السياسة الغربيون في مأزق. فإمّا أن يقبلوا بأنّ الكثير من الناس لم يقتنعوا بتبنّي القيم الليبرالية العلمانية، ولم ينخدعوا بسياساتهم نحو العالم الإسلامي، أو أن يجرّموا الأفكار ووجهات النظر التي يحملها هؤلاء الناس. وضع هؤلاء الساسة حتى الآن سياسات المنع ومكافحة التطرف. وهي بمثابة قوانين التجديف المعمول بها في بريطانيا، التي يُساءَل بموجبها أولئك الذين "يرتدون" عن المعايير السياسية السائدة، بحيث أصبحت كلمة "متطرّف" المرادف العلماني لكلمة "زنديق".
هـ) يلزم أن يدرك المسلمون بأنه بدلاً من أن يُكرهوا على قمع إسلامهم، فإن الحلّ هو إسلام أكثر وليس إسلاماً أقل. ونحن مستعدون لنقاش قوي حول المعتقدات والقيم ذات الصلة. ونحن مستعدون لنقاش مفتوح، على الرغم من أن البعض قد يشعرون بعدم القدرة في مناخ مطاردة الساحرات.
ومع ذلك، فإننا يلزم ألّا نخشى أحداً إلا الله، وأن نثق بالله وحده؛ حاملين رسالة الإسلام إلى أولئك الذين يفتحون قلوبهم لسماعها، وأن نفضح أكاذيب المعادين للإسلام والمسلمين، وأن نشعر بالفخر بهويتنا الإسلامية العالمية.
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [سورة فصّلت: 33]
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |
5 تعليقات
-
بارك الله في جهود المخلصين الجادين لإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة
-
جزاكم الله خيرا
-
جزاكم الله خيراو بارك جهودكم
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.