المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 15 من جمادى الثانية 1439هـ | رقم الإصدار: 10/1439هـ |
التاريخ الميلادي | السبت, 03 آذار/مارس 2018 م |
بيان صحفي
لقد فقدنا الخلافة من أجل القومية،
وعلينا أن نرفض القومية لاستعادة الخلافة من جديد
(مترجم)
في 3 آذار/مارس 1923م، كتبت مجلة الإكونوميست في لندن عن المخاوف البريطانية أثناء المفاوضات التي سبقت التوقيع على معاهدة لوزان، في وقت لاحق من ذلك العام. "إذا سقطت حكومة (مصطفى كمال)، قد نواجه تركيا طموحة لقيادة هجوم مضاد من المسلمين ضد الغرب، بهدف إنهاء الصعود الغربي، ليس في تركيا نفسها فحسب، بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهذا يعني استعادة الخلافة، وتحالف هجومي مع روسيا، وإثارة قوية للمشاكل في شمال غرب أفريقيا وطرابلس ومصر وفلسطين وسوريا وبلاد الرافدين وبلاد فارس والهند ... ومن الواضح أن الصراع السياسي في أنغورا (أنقرة) ذو أهمية كبيرة بالنسبة للإمبراطورية البريطانية".
ناهيك عن التخلي عن الخلافة التي تقرر بالتالي إلغاؤها، أصبحت بلاد الخلافة خلال عام واحد ضحية لفكرة القومية الأجنبية؛ الغريبة تماما عن الإسلام والمسلمين. بل إن المجلة نفسها نشرت في 8 آذار/مارس 1924م "إن رفض الخلافة من قبل الأتراك يمثل حقبة من انتشار الأفكار الغربية في العالم غير الغربي، حيث إن أفكارنا الغربية عن السيادة الوطنية والحكم الذاتي كانت القوى الحقيقية التي سقط سيئ الحظ عبد المجيد أفندي ضحية لها. إذ إن الخليفة، بالنص والفعل، ملك مطلق على عالم إسلامي موحد، ولذلك فمن المستحيل تقريبا أن تجد مكانا له في دولة وطنية (سواء سميت جمهورية أو ملكية دستورية)، التي تكون فيها السيادة للبرلمانيين الممثلين للشعب".
وبعد مضي تسعين عاما لم يتمكن الاستعمار الغربي من قمع الرغبة في الوحدة السياسية بين المسلمين في العالم، على الرغم من جهوده المضنية لتقسيمنا على مدى القرن الماضي. ومع ذلك لا تزال رغبتهم قائمة في فرض عقليتهم القومية الفاسدة علينا، على أمل أن يؤخروا العودة الحتمية للخلافة ولو لبضع سنوات أخرى.
القومية هي الفكرة التي دمرت وحدة الأمة الإسلامية، والتي صرفتنا زمناً طويلاً عن واجب إقامة الخلافة. إنها الذريعة التي يقدمها الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء الخونة لوقوفهم مكتوفي الأيدي أمام مشاهدة مسلمي سوريا الذين يذبحون بالآلاف؛ تماما كما يفعلون بالنسبة إلى مسلمي بورما والمسلمين في فلسطين والمسلمين في اليمن وفي البوسنة والشيشان وفي كل مكان يرى المستعمرون هذه الإبادة الجماعية في مصلحتهم.
القومية هي أيضا الفكرة التي فتتت الاتحاد السوفياتي مزقاً، وتسبب حاليا الاضطراب في أوروبا وأمريكا. إنها فكرة قذرة، لا تصلح للإنسانية. فهي ليست أفضل حالاً من القبلية التي قال عنها النبي محمد e: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». إن النزعة القومية وكره الأجانب والانقسام هي السمات المميزة للنظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب، والذي عشنا تحت حكمه في القرن الماضي.
إن الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، لن تكون دولة قومية، حيث تتمتع عرقيات أو عنصريات بحقوق أكثر من غيرها، كما هو الحال في بريطانيا وأمريكا وجميع الدول القومية الأخرى اليوم. بل إن الإسلام هو رسالة للبشرية جمعاء، والخلافة هي دولة للجميع، حيث المسلمون وغير المسلمين فيها على حد سواء.
وفي هذه الذكرى السنوية لهذه الخسارة الكبيرة بالنسبة للعالم أجمع، ندعو المسلمين إلى عدم السماح بمرور سنة أخرى دون أن يغتنموا كل فرصة لتذكير العالم بالخير الذي يحرمون منه في غياب الدولة الإسلامية. وعلينا في الوقت نفسه أن نكشف للعالم حماقة النظام العالمي الليبرالي المهيمن في الغرب، والذي لا يجلب سوى البؤس والمعاناة للجميع، فيما عدا قليل من النخبة.
لقد حان الوقت للمسلمين ليرفضوا الحدود الوطنية التي استخدمها المستعمر لتقسيمنا. لقد حان الوقت لدعوة المسلمين القادرين في الجيوش المقسمة في البلاد الإسلامية لتجاهل الانقسامات الاصطناعية، والعمل كأمة واحدة لحماية الضعفاء وتقديم الإسلام للعالم مرة أخرى. ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |
1 تعليق
-
اللهم خلافة راشدة تنقذ الأمة مما هي فيه من البلاء