المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 10 من ذي القعدة 1440هـ | رقم الإصدار: 1440 / 20 |
التاريخ الميلادي | السبت, 13 تموز/يوليو 2019 م |
بيان صحفي
لم تستطع الديمقراطية خدمة البريطانيين بشكل جيد
(مترجم)
تركت استقالة سفير بريطانيا لدى أمريكا، بعد أن جعل الرئيس ترامب استمراره في عمله أمراً لا يمكن الدفاع عنه، تركت رجالات السلطة البريطانية يشعرون بالصدمة من إهانة شعورها الزائد بالأهمية في العالم. ينبغي على الشعب البريطاني العادي أن يقيم نتائج ما أوصلتهم إليه الديمقراطية، بينما يلزم على المسلمين إرشادهم إلى أيديولوجية متفوقة، لصالح الجميع - وليس لمنفعة القلة فقط.
أصبحت بريطانيا، التي كانت ذات يوم إمبراطورية "لا تغيب عنها الشمس"، سخرية من سابق عهدها. مثل هذا الضعف يجعل الكثيرين يتساءلون كيف أمكن لهذه الدولة أن تصبح قوة عالمية قوية، ناهيك عن أن تكون الدولة الرائدة؟
تفتقر بريطانيا اليوم إلى رجال دولة متحدين على هدف تعزيز المصالح البريطانية التقليدية. أدى عدم الرضا البادي من قطاعات كبيرة من السكان، فضلاً عن ظهور مجموعات مصالح جديدة، إلى اضطراب سياسي، مما أضعف الآليات التي تستخدمها النخبة لتطبيق أجندتها الخاصة.
لقد ضمنت الديمقراطية في بريطانيا دائماً أن مصالح النخبة لن تواجه أبداً تحدياً خطيراً من قبل المواطن العادي مما قاد إلى الاعتقاد زوراً بأن أصوات المواطنين العاديين كانت مهمة. ومع ذلك، كشفت تجاوزات المؤسسة الحاكمة خلال السنوات الأخيرة عجز عامة الشعب عن محاسبتها، مما زاد من الاستياء ومن حاجة الناس إلى سياسيين يستمعون لهم بالفعل. قفز قادة الشعبوية بشغف على هذه العربة، فاستغلوها بشغف لتحقيق مكاسبهم الشخصية، وحشدوا الناس من أجل التغيير - بغض النظر عن قدرتهم على تقديم بديل حقيقي بالفعل. هذه ليست مجرد ظاهرة بريطانية. بل إن الشعبوية، وما يسمون بالسياسيين "الخارجيين"، آخذة في التنامي في الديمقراطيات الغربية، مما يؤدي إلى حماسة وطنية وتنافس وعداء بين مختلف البلدان والمناطق. تضطر بريطانيا حالياً إلى تقديم تنازلات وتنازلات، بينما تسعى دول شعبوية أخرى لإظهار قوتها من خلال استغلال الاضطرابات الداخلية في بريطانيا. لقد حدث كل هذا نتيجة وعود زائفة قدمها الشعبويون البريطانيون مع أنهم لا يستطيعون الوفاء بها.
سواء أكانت تخدم نخبة الأثرياء أم الانتهازيين الشعبويين غريبي الأطوار، فإن الديمقراطية لا تخدم المصالح الحقيقية للناس العاديين. لقد ثبت أن الديمقراطية نظام يجد الأثرياء أنه من السهل للغاية التلاعب به، بينما يخدعون الناس من خلال شعور زائف بالأمان بأن مصالحهم تخدم.
لا يعترف الإسلام بالنموذج الديمقراطي سوى أنه ظلم فحسب. أما الإسلام ففيه نظام تشريعي، مستمد من القرآن والسنة، لا يمكن التلاعب فيه بقصد خدمة مصالح فصيل على حساب فصيل. بينما جعلت الليبرالية العلمانية هدف الحياة الدنيا هو إرضاء أنانية وضيعة، فإن الإسلام يرفع من مكانة الجنس البشري ليصبح المسلم غير أناني بل يفكر بحياة البشرية جمعاء.
هذه هي الرسالة التي يحتاج المسلمون إلى إيصالها إلى بقية الشعوب والأعراق من الجنس البشري، خاصة في أوقات الأزمات المتعلقة بالهوية، والبحث عن الروح، ومعضلة الحفاظ على النفس والحياة.
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |