المكتب الإعــلامي
بريطانيا
التاريخ الهجري | 15 من صـفر الخير 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 04 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 14 تشرين الأول/أكتوبر 2019 م |
بيان صحفي
تقرير سارة خان عن التطرف يشبه التعليق المؤقت للبرلمان الذي قام به جونسون
(مترجم)
أصدرت لجنة مكافحة التطرف التابعة للحكومة، بناء على التفويض المعطى لها، تقريراً جديداً مليئاً بالدعاية المثيرة للانقسام، والذي لا يمكن أن يكون هدفه سوى إغلاق الباب أمام النقاش، ومنع التفكير، خشية أن يبدأ الناس في تبني أفكار إسلامية لا تتسامح تجاهها النخبة السياسية الليبرالية مطلقاً.
ليس سراً أن يتمسك جميع المسلمين بالقيم الإنسانية الأساسية التي تحمي أسرهم وجاليتهم من الإساءات التي تتهددها، وبالتالي ليس من المستغرب أن نكون في حزب التحرير في طليعة من يشجع الجالية المسلمة على الالتزام بعقائد الإسلام النبيلة، بغض النظر عن السياسات أو الأبحاث أو التقارير التي تحاول إسكاتها.
إن سمة الكراهية المستخدمة في هذا التقرير لا تختلف عما فعله بوريس جونسون من قبل بتعليق أعمال البرلمان. إذ عندما يعجز الواحد منهم عن القيام بمناقشة ما يريد، فما عليه إلا أن يغلق باب النقاش بأي وسيلة ممكنة. هذا هو الإجراء الملتوي الذي تمارسه النخبة السياسية لدرجة أنه أصبح منهجاً مضحكا شبيهاً بخطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
إذا كان لديهم أي اهتمام حقيقي بسلامة ورفاهية الأطفال، فينبغي أن تركز سارة خان على السماح للأطفال بأن يمارسوا حياتهم كأطفال؛ ليس كسلع تجارية أو مادة سياسية يتلاعب بها المستغلون المنحرفون في الحكومة ووسائل الإعلام ودور الأزياء، المهووسون بجني الملايين من إثارة الجنس وسط الصغار. لقد حشرتهم أيديولوجيتهم الليبرالية في مأزق، على الرغم من كونها خاطئة بشكل صارخ يراه الجميع.
ربما يجب على الحكومة أن تحثّ المفوضية على إصدار تقرير يبين كيف قام التطرف الليبرالي بزيادة إساءة معاملة الأطفال، وتجاهل المرض العقلي في مرحلة الطفولة، وما يمكن أن تحدثه الخمور والمخدرات والعنف العائلي وعنف العصابات لسلامة ورفاه الأطفال!
لا تشكو الجالية المسلمة من أي التباس حيال الاعتراض على اعتبار الإنسان مجرد مخلوق مادي خالٍ من حاجات الفطرة السليمة، وحيال الجنس والذكورة والأنوثة، لأن قيمنا الإسلامية ليست غامضة. وبالتالي، فإن الخضوع للأيديولوجية الليبرالية المنفلتة من أي قيم هو خط أحمر لا تختلف عليه أي جماعة إسلامية، سواء أكانت روحية أم سياسية أم خيرية.
تسمح القيم الإسلامية للأطفال بالاستمتاع بطفولتهم، باللعب معاً والاستمتاع بالرياضة، وهم يشعرون بالسلامة والأمان، دون التعرض لسوء معاملة الأطفال المتفشي في المجتمع البريطاني اليوم. إن التمسك بالفهم الإسلامي المعتبر بشأن حماية الأطفال من التعليم الجنسي غير المناسب في سن مبكرة سوف يسمح للأطفال بأن يعيشوا حياتهم باعتبارهم أطفالاً، في مأمن من الاستغلال الذي يتوق إليه السياسيون والأيديولوجيون المتلونون والشركات الرأسمالية. رغم كل ذلك، تسعى مجموعة سارة خان من المتخاذلين العلمانيين إلى إغلاق الباب أمام هذا النوع من النقاش فحسب، بالطريقة نفسها التي حاول بها بوريس جونسون إغلاق النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
لقد أصبح فشل النظام الاقتصادي الرأسمالي واضحاً للجميع، وقد رأت شعوب ما يسمى بـ"العالم الثالث" قيام الغرب، من خلال المؤامرة الملتوية التي يستخدم فيها بريق الديمقراطية الخادع، بجذبهم إلى مزيد من الاضطهاد والخضوع للقوى الغربية. لقد تم رفع القناع عن وجه الرأسمالية، وسقطت العلامة التجارية البرّاقة للمشروع الاستعماري الغربي العلماني بشكل لا رجعة فيه، بحيث فقد القدرة على المنافسة الفكرية لمبدأ الإسلام البديل الموجود على ألسنة الناس في جميع أنحاء العالم.
هذا هو السياق الذي تم فيه دبلجة هذا التقرير، على الرغم من منطقه المتّسم بالتناقض وتأكيداته النفاقية. من خلال وصفه أي مسلم يفضح القيم الليبرالية العلمانية الخطيرة، بأنه متطرف حاقد، فإنه يكشف عن عدم قدرة المؤلفين على تقديم أي حجة منطقية لتبرير مثل هذه الاتهامات. لذلك، فهم يلجأون في معارضتهم لغيرهم إلى الصراخ باتهامات وأوصاف لا معنى لها، ويظهرون الكراهية التي يدعون أنهم يعارضونها.
أكثر مروجي الكراهية المتعصبين غير العقلانيين هم مؤلفو هذا التقرير، والأشخاص الغلاظ في الحكومة الذين يسعون إلى حمايتهم. كل هذا على الرغم من أن هؤلاء السياسيين مسؤولون عن موت وتدمير أرواح الملايين في الخارج، إلى جانب البؤس الذي يفرضونه على الناس في بريطانيا. إن سياسات الهجرة العدائية، وترويجها للفردية غير المسؤولة، وإهمالها للحقوق الأساسية للعائلات والأطفال، قد حولت بريطانيا إلى منطقة حرب مصطنعة حيث يعرف جميع الآباء أن أطفالهم ليسوا في مأمن من ويلات العنف والإدمان وسوء المعاملة وحتى من القتل.
ناهيك عن كون الإسلام أبعد ما يكون عن الكراهية، والجالية المسلمة أبعد ما تكون عن التطرف، فإن الإسلام والمسلمين الذين يعتنقونه عقلانيون وعادلون. وإن معارضتنا للعلمانية وقيمها الليبرالية وأيديولوجيتها الرأسمالية تنبع من الحرص على صالح البشرية، والرغبة في تحذير الناس من خطر الرأسمالية، وتقديم أفضل طريقة عيش بديلة لهم في هذه الحياة.
ولكن للأسف، فإن مؤلفي تقرير لجنة مكافحة التطرف، المدافعين عن المتطرفين الليبراليين الذين يريدون فرض سياستهم قسراً، لا يستجيبون إلا لتكتيكات ملهية تساعد الطغاة على البقاء في السلطة بلا منازع.
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk |
E-Mail: press@hizb.org.uk |