المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 29 من صـفر الخير 1438هـ | رقم الإصدار: 1438هـ / 018 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 م |
بيان صحفي
ماذا بعد تدمير المستشفيات على رؤوس النساء؟!
أحصت مصادر طبية سورية نحو 350 قتيلا وأكثر من 1800 جريح جراء القصف الجوي والمدفعي من قبل الطائرات الروسية بمشاركة قوات النظام الغاشم منذ بدء الحملة الشرسة على الأحياء المحاصرة بمدينة حلب يوم 15 تشرين الثاني الجاري.
وبالإضافة للدمار الواسع في الممتلكات وهدم الأبنية على ساكنيها حتى غابت معالم المناطق والأحياء السكنية، يستهدف التحالف الصليبي المستشفيات في مختلف البلدات إذ تجدر الإشارة أن كافة المستشفيات في أحياء حلب المحاصرة قد خرجت عن الخدمة بعد القصف الممنهج لها ومنعها من تقديم المساعدات الطبية والإنسانية للآلاف من الأبرياء الذين يتعرضون للقصف اليومي. وما يزيد عنجهية هؤلاء الوحوش هو استهداف المستشفيات في مناطق عديدة أيضا؛ إذ قال المرصد السوري ومنظمة إغاثة إن طائرات حربية قصفت مستشفى التوليد في محافظة إدلب ما أدى إلى وقف العمل فيه تماما.
وقد ذكر مدير منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم القبعات البيضاء أن الأطباء وموظفي الإغاثة في حلب يستخدمون فقط ما بقي من المعدات بعد عمليات القصف لفعل كل ما في وسعهم، خاصة بعد قصف المستشفيات التي تم إنشاؤها على عجل بعد تدمير المستشفيات العاملة في المنطقة. كما كشف أن سكان الشطر الشرقي المحاصر في حلب، أمامهم أقل من عشرة أيام لتلقي مساعدات إغاثة أو أنهم معرضون لمواجهة المجاعة أو الموت. فالنساء يقضين وقتاً طويلاً في البحث بالأسواق شبه المدمرة كي يجدن ما يشترينه لتغذية أطفالهن بسبب غلاء الأسعار لخلو الأسواق من المواد الغذائية الضرورية.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد حذر من احتمال وقوع مذبحة في شرق حلب مثل مذبحة "فوكوفار" التي ارتكبتها المليشيات الصربية في الكروات عام 1991م. وهذه التحذيرات ليست بجديدة وليست الأولى فهي مستمرة مع استمرارالقصف ولم تتوقف مع تلك التحذيرات والتنديدات، فمنذ أشهر وبعد استهداف المستشفيات أيضا اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الهجمات على المستشفيات واستخدام الأسلحة الفتاكة، تشكل "جريمة حرب" وأن "الأمر أسوأ من مسلخ".
في غضون ذلك قالت صحيفة نيويرك تايمز الأمريكية إن نحو مئة ألف طفل سوري محاصرون في مناطق القتال بحلب، مشيرة إلى أن هؤلاء جزء من ربع مليون سوري تحاصرهم المعارك في المدينة. إذ أصبح المشهد المألوف لأطفال حلب هو خروجهم من تحت الأنقاض بملابسهم الرثة ووجوههم المغبرّة.
معاناة مستمرة ومتكررة منذ سنوات أمام صمت العالم، الذي لا يخرقه سوى تنديدات بعض الحكام على استحياء وتهديداتهم بإحالة المأساة السورية إلى مجلس الأمن ليماطل بها أكثر فأكثر، وكأن لا حل إلا عن طريقه ليدأبوا دون كلل أو ملل بالاستعانة به!! وإن تغيرت لهجة تحذيراتهم فإنهم يطالبون بعقد الاجتماع تلو الاجتماع كما طالبت فرنسا منذ أيام بعقد اجتماع قريب للدول الداعمة للمعارضة السورية المعتدلة، أو بتوصيف الواقع وكأنه غائب عن الأذهان كما صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن النظام السوري يتعمد قصف المستشفيات والمرافق الصحية.
أين الجديد في كل ذلك؟!! أرقام تزداد بسرعة فائقة كأسهمٍ في شركات صناعية كبرى يتنافس المستثمرون فيها بإعلان أرباحهم اليومية، أرباح على دماء أطفال ونساء أهلنا في سوريا، فالقصف المكثف والمتواصل أصبح من المشاهد اليومية على وسائل الإعلام، بينما المعاناة مستمرة على أكثر من 275 ألف مدني تحيط بهم أجواء الرعب والفرار الدائم عند سماع أصوات هدير الطائرات التي تكاد لا تخلو السماء منها على مدار الساعة وعلى ارتفاع منخفض، أي أنها تنذر باستئناف إلقاء البراميل المتفجرة، وبالتالي تنذر بالدمار وتناثر الأشلاء وانتشار رائحة دم الأطفال الزكية.
إن كل هذه التصريحات والتنديدات من دول غربية كبرى تجعل المتتبع يظن أن المجرمين هم من سكان الفضاء أو أشخاص يرتدون "طاقية الإخفاء"، كما تؤكد هذه التصريحات أن هكذا دول لا تذرف سوى دموع التماسيح على الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء يفقدون حياتهم جراء حربهم الاستعمارية والتي ستمتد طالما هناك ثوار مخلصون رفضوا تدخل الغرب في بلادهم وبيع ذممهم لتكون كلمة الله هي العليا.
إن نساء سوريا لا تنتظر من العالم أن يتذكرها عند الأيام العالمية لتحصي كم امرأة لقيت حتفها إما بالتعذيب أو القصف، أو كم امرأة تشردت أو اعتقلت، فهل تغيرت حالها عندما علم العالم أن هناك حوالي 30 ألف امرأة سورية لقيت حتفها في ظل الصراع والحرب الدائرة في البلد منذ انطلاق الثورة فيها؟! بل العكس، لقد أصبح الحديث عن مصداقية هذا الرقم والتشكيك بهذه الإحصائية!!
فاعلموا أيها المسلمون، علماء وجيوشاً، أن النصر لا يأتي من الله إلا إلى القوم الذين ينصرون الله بأعمالهم وأقوالهم لقوله تعالى ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وأن القوة لا تكون بالوقوف وراء حكام نالوا الخزي من ربهم لأنهم يحكمون بالطاغوت، بل القوة باتباع هدي رسول الله e والسعي لنيل مرضاة رب العباد بتحكيم شرعه بتطبيق أحكام الإسلام الذي ارتضاه لنا وأتمّه علينا، وذلك بالعمل على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتنشر العدل في ربوع الأرض.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |
2 تعليقات
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم