المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 12 من ربيع الثاني 1438هـ | رقم الإصدار: 1438هـ / 025 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 10 كانون الثاني/يناير 2017 م |
بيان صحفي
تحرّكات شعبية في الجزائر تذكّر الجميع بالواجب
تشهد الجزائر هذه الأيّام تحرّكات احتجاجيّة شعبيّة ومواجهات بين المتظاهرين وقوّات الأمن، ما أدّى إلى سقوط جرحى بالعشرات، ومركز هذه التحرّكات هو بجاية وسيدي عيش وبومرداس وغيرها... وقد جاءت هذه التحرّكات على خلفيّة قرارات اتخذتها الحكومة بناء على الموازنة الجديدة، التي تنصّ على تجميد الأجور، وزيادة ضريبة القيمة المضافة ما سبّب رفعا في الأسعار ولا سيما في المواد الأساسيّة... وهي إجراءات تدلّ على إفلاس هذه الحكومة بل والدولة بأكملها، إذ عجزت رغم ثراء البلد عن رعاية شؤون النّاس ما اضطرّها مجدّدا للاقتراض الدولي، وهذا عنوان استعماري لا تخفى على أحد نتائجه الكارثيّة، إذ عادة ما يكون الاقتراض رهنا للبلاد ومصحوبا بإملاءات وشروط قاسية على البلد لا تأخذ في الاعتبار حاجات النّاس. إضافة إلى أنّ الجزائر تشهد حالة من الانحباس والجمود السياسي الناتج عن صراع الأجنحة محوره "مَن الأولى بإدارة البلد" في انتظار التموقع النهائي "ما بعد بوتفليقة"...
والبلاد تعيش على وقع ردّات الفعل المنتظرة للفريق المعزول من مواقع القرار ولا سيما الأمن والجيش خاصّة أنّ هذا الفريق مطبوع بالخبث والقسوة من مثل الجنرال توفيق...
كلّ هذا مع جمود حقيقي لا مجازياً لرئيس الدولة الذي يتمتّع حسب الدستور بصلاحيات واسعة ولكنّه قعيد حبيس تحت تصرّف الدائرة المقرّبة وعلى رأسها أخوه "السعيد بوتفليقة"، وهي دائرة تحاول ربح الوقت من خلال مرض بوتفليقة لإبعاد خصومها ومنافسيها ليكون انتقال الحكم لصالحها سلسا...
هذا الوضع مخز ومزر لا يليق بالجزائر، هذا البلد العملاق الذي تسعى أمريكا خاصة لأخذه مهما كان الثمن ووسيلتها في ذلك عناوين الفتنة المعروفة المجربة مثل الطائفية و(الإرهاب) والانقلاب وغير ذلك...
كلّ هذا يوشك أن يقع والبلد مسكون بغضب شعبي عارم له مبرّراته وفيه تيّار إسلامي عريض مقموع يشعر بالقهر بعد انقلاب التسعينات...
كلّ الخشية أن يتم الالتفاف على هذه التحرّكات، أو تحويل وجهتها أو جعلها مجرّد متنفّس وتظلّ الأزمة تراوح مكانها...
لذا يجب أن تكون هذه التحرّكات باتجاه مشروع الأمّة الإسلامي، أي إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لا أن يدخل عليها من الدول الأجنبيّة، التي تمكر للجزائر كلّ مكر، ولا القوى النافذة في البلاد التي تتلاعب بالرأي العام، والتي تريد تضحيات النّاس مجرّد تصفية حساب بين الأجنحة المتصارعة وأهل النفوذ...
إن الحلّ الأمثل هو بأن يتحرّك المخلصون وينقذوا الجزائر من مصير نكاد نراه رأي العين - لا قدر الله - قبل أن يشرع في تمزيق عراها مثيلة للعراق واليمن وليبيا والشام وها هي تركيا على الخطّ... أليس من الأسلم سبق الأحداث وإنقاذ الجزائر من كلّ الحسابات الضيقة، لتنقذ في هذه المرحلة التاريخية الحساسة نفسها بل تنقذ الأمة بكاملها، وهي أهل لذلك وهي القوية بجغرافيا يحسدها عليها الخصوم والأعداء، وهي القوية برصيد نضالي وكفاحي قلّ نظيره، وهي القويّة بكرامة وعزّة وكبرياء يتمنّاها الجميع وهي القويّة خاصة باعتزازها بإسلامها والمفتخرة بذلك...؟
عسى أن لا يخطئ حكام الجزائر مرّة أخرى بقمع النّاس وظلمهم... وعسى أن لا يلعبوا مرّة أخرى لعبة (الإرهاب) القذرة التي لعبوها على بلدهم في تسعينات القرن الماضي، والتي كلفتها مئات الآلاف بين قتيل ومفقود وجريح، وسيُسألون بين يدي العليم الخبير عنها مفصّلة...
الاعتبار الاعتبار... الجرأة الجرأة يا أهل النفوذ، يا من شغلتكم المعارك التافهة الصغرى عن أم المعارك: "إنقاذ أمة الإسلام بدولتها العملاقة ذات المهابة: دولة الخلافة على منهاج النبوّة".
رضا بالحاج
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم