المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 10 من ذي الحجة 1438هـ | رقم الإصدار: 1438 AH /057 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 31 آب/أغسطس 2017 م |
تهنئةٌ مِنْ حِزبِ التحريرِ في عيدِ الأضحى المبارك 1438هـ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، لا إله إلا الله... اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، وللهِ الحمد
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلِه وصَحْبِهِ ومَنْ والاه، وعلى مَنْ تَبِعَهُ فترَسَّمَ خُطاه، فجعلَ العقيدةَ الإسلاميةَ أساساً لِفِكْرَتِهِ والأحكامَ الشرعيّةَ مِقياساً لأعمالِهِ ومَصدراً لأحكامِهِ، أمّا بعد...
أيُّها المسلمونَ في كلِّ مكان...
يسرُّنا في المكتبِ الإعلاميِّ المركزيِّ لحزبِ التحريرِ أن ننقُلَ للأمةِ الإسلاميةِ جمعاء، تهنئةَ أميرِ حزبِ التحرير، العالمِ الجليل عطاءِ بنِ خليلٍ أبو الرَّشتَة حفظهُ اللهُ تعالى بِعِيدِ الأضحى المبارك، كما ويسرُّنا أن ننقُلَ تهنِئَتَهُ لشبابِ وشابّاتِ حزبِ التحرير الذين يصلون ليلهم بنهارهم في مقارعتهم لأنظمة العهد الجبري، وكفاحهم لإعلاء كلمة الله بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها عبد الله ورسوله e.
يطل علينا هذا العيد وقد كثرت جراحات الأمة، ولكن هذه المعاناة التي نعيشها هي بحد ذاتها مؤشر على صحوة الأمة في سعيها للتحرر من الهيمنة الاستعمارية التي أطبقت عليها منذ هدم الغرب الكافر دولة الخلافة عام 1924م، فمن رحم المعاناة يزداد الأمل بنهاية العهد الاستعماري الجبري.
لقد كشفت الوقفة البطولية لأهلنا في القدس الشريف قدرتهم على إذلال يهود وكسر غطرستهم، كما أسقطت كل ثقة باقية بحكام المسلمين المشغولين بتدبير الفتن والمكائد ضد الأمة في تنافسهم لإرضاء قادة الغرب الاستعماري، فيسيّر حاكم تركيا الجيش إلى قطر، غير سامع ولا مبصر بعدوان يهود في الأقصى المبارك، أما المسمى بخادم الحرمين فقد تنصل من الواجب الشرعي تجاه مسرى الرسول r ، وأولى قبلتي المسلمين، مفضلا الولوغ في دماء المسلمين في اليمن، وأما حاكم الأردن، فهو قد فقد الحياء وترك القاتل اليهودي الذي ارتكب جريمته في قلب عمان، تركه يعود ليستقبله نتنياهو استقبال الأبطال. ثم حاول زعماء منظمة التعاون الإسلامي، المنظمة التي أنشئت على إثر قيام يهود بحرق الأقصى المبارك سنة 1969م، حاولوا تغطية عوراتهم بعقد مؤتمر هزيل في إسطنبول فجاء ضغثا على إبالة، مسطرا صفحة أخرى من صفحات الخزي والعار لهؤلاء الحكام.
نعم لقد تمكن أهلنا في القدس، وهم العزل من السلاح ولكن المليئة قلوبهم بحب الله سبحانه ورسوله r، من إرغام يهود على التراجع المذل عن إجراءاتهم الأخيرة في الأقصى المبارك.
ويبقى على أهلنا في الشام أن يطهّروا صفوفهم من المنافقين الذين يزعمون أنهم ممثلو الثورة بينما هم يتهافتون لإرضاء أمريكا للحصول على لعاعةٍ من كعكة السلطة في سوريا حتى في ظل حكم بشار، إذعانا لتوجيهات الدول "الداعمة". كما إن على أهلنا في الشام أن يقفوا الوقفة الرادعة ضد الاقتتال العبثي المجرم الذي يدور بين الفصائل المتناحرة، التي تتصارع على المغنم وعلى توسيع رقعة نفوذها بينما طاغية الشام، مدعوما بأمريكا التي سخرت له حكام إيران وأدواتها وروسيا وحكام الأردن وتركيا... يحاول جاهدا إكمال جريمته بتصفية الثورة.
ورغم ما وقع على الأمة فإن كلنا ثقة بوعد الله بإظهار دينه على الدين كله، وبتحقيق بشرى رسوله r بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وعسى أن يكون قريبا. وفي هذا يقول الحق سبحانه: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ].
هذا وعد الله الحق، ولن يخلف الله وعده ولو أرجف المرجفون، ونافق المنافقون الذين يبررون عبودية الأمة للغرب الكافر تحت شعارات خداعة، والسيرة النبوية المطهرة تعلمنا أن بعض منافقي المدينة كانوا يقولون: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط. [وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا] [الأحزاب: 12]. وقد تحقق وعد الله سبحانه لرسوله r فنصر عبده وأعز جنده وأنف المنافقين راغم.
فليس على المؤمنين الصادقين اليوم إلا الاعتصام بحبل الله وصدق العبودية والتذلل له سبحانه، والعزيمة في نصرة دينه على الوجه الشرعي الذي علمنا إياه رسول الله r، والصبر على الأذى والثبات على ذلك حتى يأتي الله بأمره.
وإني إذ أَنْقُلُ لكم وللأمّةِ الإسلاميةِ تهنئتي وتهنِئَةَ رَئِيسِ المكتبِ الإعلاميِّ المركزيِّ لحزبِ التحريرِ وجميعِ العامِلِينَ فيه، أتضرع إلى المولى عزَّ وجل أنْ يأْتِيَ العيدُ القادمُ والأمةُ الإسلاميّةُ تعيشُ في ظلِّ رايةِ العُقاب، وأنْ تكونَ قد توحَّدَتْ وانتصَرَتْ وعَزَّتْ بإذْنِ الله، وعادَتْ تتَرَبَّعُ مركَزَ الصّدارةِ، إنّهُ عزَّ وجل وَلِيُّ ذلكَ والقادِرُ عليه.
تَقَبَّلَ اللهُ طاعاتكم
والسّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ نَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إلاّ أَنْتَ نَسْتَغْفِرُكَ وَنَتُوبُ إِلَيْك
ليلةُ عِيدِ الأضْحَى المبُارَكِ لِعامِ ألفٍ وأرْبَعِ مِئَةٍ وَثمانيةٍ وثَلاثِينَ لِلْهِجْرَة
الموافق للأول من شهر أيلول/سبتمبر عام ألفين وسبعة عشر للميلاد.
الدكتور عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |