المكتب الإعــلامي
الأرض المباركة (فلسطين)
التاريخ الهجري | 17 من صـفر الخير 1429هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الأحد, 24 شباط/فبراير 2008 م |
بيان صحفي هذه سلطة تقتل شعبها
لا تشكل وفاة الشيخ مجد البرغوثي - رحمه الله - عضو حركة حماس وهو تحت أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية شذوذاً عن العلاقة التي رسمتها السلطة الفلسطينية لنفسها بينها وبين أهل فلسطين، فإن السلطة الفلسطينية منذ نشأت وهي تعلم وتتصرف على أنها ذراع أمني لكيان يهود، فبدلاً من أن ينشغل جيش اليهود وأجهزته الأمنية بكل صغيرة وكبيرة ضد أهل فلسطين، تقوم السلطة بهذه المهمة بتفانٍ ليس له مثيل.
ولذلك فإن العقلية التي قتلت بالأمس القريب (هشام البرادعي) عضو حزب التحرير بدم بارد في مسيرة أنابوليس في الخليل وجرحت بالرصاص الحي والهراوات المئاتِ من المشاركين في المسيرات التي نظمها الحزب في مختلف مدن الضفة هي نفسها العقلية وهي نفسها النهج السياسي والأمني الذي تمخض عنه وفاة البرغوثي رحمه الله، وغير هذه وتلك كثير في سلطة دايتون وجيمس والتنسيق الأمني، بصرف النظر عن الانتماء السياسي والتنظيمي للضحايا.
وبغض النظر عن التضارب في الروايات بين السلطة وحماس فإن النتيجة واحدة: فإن توفي الرجل جراء التعذيب كما تقول حماس، فالسلطة هي التي تتحمل المسئولية، وأما إن توفي بسبب مرضه الخطير في القلب بحسب قول السلطة، فهنا أيضاً تتحمل السلطة المسئولية لأنها استمرت في احتجازه وهو على هذه الحال، علماً أنها اضطرت لنقله للمستشفى قبل يومين من وفاته بعد أن اشتكى شدة المرض، ثم اعادته للسجن. أما التحقيق الذي تزعم السلطة أنها عازمة عليه، فإن نتائجه معروفة سلفاً، كيف لا وهي الخصم الفاسد وهي نفسها الحكم ! ولا يستطيع أي تحقيق أن يغير من حقيقة أن هذه السلطة عدوة لشعبها تقتل أبناءه وتعتقلهم وتهشم عظامهم - شيباً وشباناً - ولو لمجرد أن ينكروا المنكر ويقولوا كلمة الحق.
إن هذا الحدث وأمثاله يذكّر مرة أخرى بالحقيقة الساطعة وهي أن هذا الذراع الأمني ليهود المسمى سلطة فلسطينية لا يُمكن لمن يرفع شعار الإسلام أن يكون معه شريكاً في سلطة أو حكومة إلاّ على حساب أحكام الإسلام. كما أن من يقبل بالحكم في ظل الاحتلال حتى وإن رفع شعار الإسلام فهو تضليل للناس وخلط للأوراق، لأن السلطة في ظل الاحتلال هي شر كلها. إن أية سلطة في ظل الاحتلال هي صرف لأنظار الناس عن دولة يهود كعدو إلى أن ينظروا لها كطرف قابل للتفاوض والوصول معه إلى تسوية، وهذه جريمة عند الله ورسوله والمؤمنين. إن السلطة الفلسطينية هي ضرر على الإسلام والمسلمين وبلادهم، لأنها قائمة في ظل الاحتلال تواليه وتتفاوض معه، ولا يصح تأييد هذه السلطة تماماً كما هو حال الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي كلها كمصر وسوريا والسعودية ودول الخليج ... وغيرها، فهي جميعاً توالي الكفار وتنفذ مخططاتهم، وتحارب الله ورسوله والمؤمنين، وتقتل المسلمين وتسجنهم لا لشيء إلاّ لأنهم يقولون ربنا الله.
نسأل الله للأخ البرغوثي الجنة، ونسأل الله لأهله الصبر والسلوان. وندعوه تعالى أن يخلّص أمة الإسلام قريباً من حكامها وأشباههم الذي يعملون فيها بالنيابة عن الكافر المستعمر، ونقول للحكام وأشباههم إن الوقت الذي ستقيم فيه الأمة خلافتها وتحاسب من ظلَمَها وأسلَمَها لأعدائها آتٍ لا ريب فيه، وإن غداً لناظره قريب.
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأرض المباركة (فلسطين) |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0598819100 www.pal-tahrir.info |
E-Mail: info@pal-tahrir.info |