المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 27 من جمادى الثانية 1428هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الأحد, 08 تموز/يوليو 2007 م |
بيان صحفي الأمطارُ خيرٌ ونعمةٌ... وبسوءِ الرعايةِ تتحوّلُ إلى نِقْمةٍ
حبا الله بلادنا في بداية خريف هذا العام بأمطار غزيرة، ومياه وفيرة، وفاضت الأنهار، وامتلأت (الخيران)، مما يبشر بخير وفير قادم إن شاء الله. ولكن بالمقابل تسببت هذه الأمطار والأنهار في خرابٍ ودمار لممتلكات المواطنين في أكثر من مدينة؛ ففي مدينة (ربك) وحدها تضرر أكثر من ألفين وخمسمائة مواطن، وكذلك الحال في سنار والأبيض وكسلا. ولنهر القاش بكسلا حكاية تبين بوضوحٍ عدم المسئولية وسوء الرعاية من قبل الدولة تجاه مواطنيها، ففي العام 2003م جعل نهر القاش مدينة كسلا خراباً؛ حيث دمرت مياهه أكثر من 80% من أحياء المدينة؛ شرق القاش وغربه، ويومها أعلنت الدولة المدينة مدينة منكوبة، وجاءتها الإعانات والإغاثات والأموال من كل صوب وحدب، وتحدث المسئولون عن خطة لبناء جسرٍ يحمي المدينة من فيضان نهر القاش. ولكن ما حدث في الأيام الفائتة- والخريف ما زال في أول بداياته- يكشف عن قصورٍ، وعدم اهتمام وغش للناس، إذ كيف لجسرٍ بُني ليحمي المدينة من الفيضان ينهار من أول امتحان؟! وعندما يخرج الناس للتعبير عن سخطهم يُقابلوا بالغاز المسيل للدموع والهراوات، وربما الرصاص، لأن السلطة لا تنظر للناس باعتبارهم رعايا يجب عليها إحسان رعايتهم، وإنما تنظر إليهم نظرة الرأسمالي الذي لا يفكر إلا في كيفية جباية الأموال من الضعفاء والفقراء والمعوزين. إن أي منزلٍ ينهدم، وأية مزرعة تُجرف، وكل متجرٍ يُخرب، هو مسئولية الدولة؛ التي أناط الله بها هذه المسئولية، إذ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فَالأَمِيرُ الّذِي عَلَى النّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْ رَعِيّتِهِ"، وهذه المسئولية تقتضي بأن تقوم الدولة قبل الخريف بوقت كافٍ؛ بفتح المصارف، وبناء الجسور، وتقوية ما ضعف منها، حتى ينعم الناس بالخريف وأمطاره، فيعود عليهم خيراً وبركة ونماءً، عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ "لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا" وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ "لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْراً أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ". أي وجده سيلاً. إن الواجب على الأمة وعلى المتضررين من السيول والأمطار بوجه خاص، أن يحاسبوا الدولة على تقصيرها في رعاية شؤونهم على أساس الإسلام؛ أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر "عَنْ أُمّ سَلَمَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: "سَتَكُونُ أُمَرَاءُ. فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ. فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ. وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ. وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ". |
|
|
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |