المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 3 من ربيع الثاني 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 05 |
التاريخ الميلادي | السبت, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 م |
بيان صحفي
إحياء المجتمع مرهونٌ بإقامة الإسلام
(مترجم)
في الشورى الدينية السادسة التي عقدها المجلس الأعلى لرئاسة الشؤون الدينية في أنقرة بين 25 و28 تشرين الثاني 2019م دارت النقاشات بهدف تحديد الاستراتيجيات الجديدة المتعلقة بخدمات الشؤون الدينية، وذلك في سياق تأثير تغير الفهم الديني في الإطار الاجتماعي الثقافي الذي يفرض نفسه على العالم أجمع، وأثر ذلك في علاقة الدين بالحياة وفي مستقبل الدين. واختتمت الشورى أعمالها بمشاركة رئيس الجمهورية أردوغان، وتلاوة البيان الختامي الذي تضمن 37 مادة. وقد وردت في البيان الختامي هذه العبارات: "كما يحدث في كل أنحاء العالم، فقد تسارع التغيير الاقتصادي الاجتماعي والثقافي بتأثير العولمة وأسباب أخرى كثيرة، وبلغ مستوى تهديد المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية والثقافة الوطنية. من جانب آخر تولَّد كذلك بتأثير العولمة نوع من الثقافة الشعبية التي لا تبالي بالقيم والمعتقدات الدينية عند الأطفال والشباب على وجه الخصوص. وهذه الأوضاع الجديدة تعقد الحياة الدينية وتضعف آليات مقاومة المسلمين وتلقي بظلالها على تصور المستقبل". والتطور العلمي والتقني كذلك جعل منهج التفكير العلمي والمقاربة الوضعية يتحول إلى فهم يحل محل الدين إلى حد كبير، وأصبح عاملاً يهدد وجود الدين ودوره، وبالتالي أدى إلى طغيان الدين الفردي وولادة تيارات دينية جديدة بعيدة عن فهم ديني صحيح. وانطلاقاً من هذا الإطار جرى التأكيد على قرارات مهمة توجز ما يلزم عمله في مواجهة التغيير الثقافي الاجتماعي الذي يفسد الأفراد والمجتمع، ورغم ذلك تم تجاهل مصدر القضية وأسبابها والحلول الصحيحة التي تستند إلى العقيدة الإسلامية.
والحقيقة أن الدولة نفسها، ونظام الكفر الذي تطبقه؛ تقف وراء الابتعاد عن الدين والتغيير الثقافي الاجتماعي في الأمة الإسلامية بشكل عام والمجتمع في تركيا بشكل خاص. فالدولة هي التي قامت بتطوير فهم ديني يناسب نظامها العلماني، منذ قرارها المشؤوم الذي ألغى الخلافة عام 1924م، وتأسيسها رئاسة الشؤون الدينية لتقوم بتقديم الخدمات في سبيل الحياة الدينية - على حد زعمها - في ظل نظامها الديمقراطي العلماني "دون المساس بنظام الكفر القائم أو حتى التفكير بتغييره". ورئاسة الشؤون الدينية للأسف لم تتمكن من التخلص من هذه المهمة وهذا الأساس الفاسد حتى تتمكن من تخليص المجتمع من عمليات الإفساد المستمرة. فلا يمكن العيش وفق الدين أو الدفاع عنه في النظام العلماني أبداً. فالإسلام بعقيدته وأحكامه نظام عيش يشمل كل جوانب الحياة. ورئاسة الشؤون الدينية التي ترى الإسلام عبارة عن عبادات، وتقوم بالتعليم والنشر، وتستنفر المساجد والأئمة في هذا الإطار، وتحاول حماية الأسرة والنساء والشباب والفتيان بالمناهج الحداثية التي هي من نتاج الغرب، ولو حملت في بنيتها علماء من أصحاب الكفاءات العلمية والأكاديمية؛ فإنها للأسف لن تستطيع الحصول على النتيجة المرجوة، ولن يكون أمامها مفر من تبديد الجهود المخلصة لأبناء الأمة، والمزيد من ضياع الوقت، ووقوفها - معاذ الله - وجهاً لوجهٍ مع مهالك أشد وأخطر. والمهمة التي أخذتها رئاسة الشؤون الدينية على عاتقها، والخدمات التي تقدمها، ونتائج ذلك كله؛ واضحة للعيان.
ولا شك بأن الجهود المخلصة التي تبذل تستحق الشكر، لكن الذي ينبغي على رئاسة الشؤون الدينية والعلماء أصحاب الفهم الصحيح للإسلام من أبناء الأمة على حد سواء؛ أن ينتفضوا انطلاقاً من إدراكهم بأن أصل الإفساد في الأمة والمجتمع هم الحكام والعلماء، وأن يخشوا حساب الله، ويعطوا صفة كونهم ورثة الأنبياء حقها، ويتلبسوا بالدعوة إلى التغيير الجذري لا يخافون في ذلك لومة لائم، ويسعوا في سبيل استئناف الحياة الإسلامية بشكل جذري كامل، وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة اتباعاً لوعد الله سبحانه وبشرى رسوله e، واقتلاع جذور أنظمة الكفر من البلاد الإسلامية فلا تعودَ إليها أبداً، وأن يدركوا أنه بغير ذلك لا سبيل إلى وضع حد لعملية الهدم والفساد القائمة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |
1 تعليق
-
بارك الله جهودكم و أحسن إليكم