بيان صحفي

الأدوات المحلية بيدق الغرب الكافر في تنفيذ سياسته

ولا حل لأهل اليمن إلا بتحكيم شرع الله

منذ أكثر من ثلاثة أشهر أعلن حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع بقيادة عمرو بن حبريش العليي (الذي يحتل منصب وكيل أول محافظة حضرموت منذ تسع سنوات)، الاعتصام في هضبة حضرموت لاستعادة حقوق حضرموت المنهوبة وقاموا بإيقاف تصدير الديزل من شركة بترومسيلة ما أدى بها إلى إيقاف إنتاجها بعد ذلك؛ حيث تم منع مرور القاطرات التي تخرج من الشركة وتغذي السوق المحلية وبعض المنشآت مثل محطات الكهرباء في المكلا وغيرها من المدن.

يأتي هذا الاعتصام بعد تداول أخبار اتفاق بين حكومة المجلس الرئاسي من جهة والحوثيين لإعادة تصدير النفط من حضرموت بعد توقفه لفترة طويلة بعد ضرب الحوثيين للموانئ النفطية التابعة لحكومة المجلس الرئاسي، فتزامن هذا الاعتصام مع زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن إلى حضرموت في 2024/7/27م دون أن يتطرق لهذا الاعتصام، وفي المقابل أعلن مؤتمر حضرموت الجامع موقفه من الأوضاع المزرية التي تعيشها حضرموت خدمياً ومعيشياً، مؤكداً بأن حضرموت لم تلق من الجهات المسؤولة في البلاد ما تستحقه على مكانتها، بل تعمداً في إقصائها وتهميشها على الرغم من كل التضحيات والمواقف التي قدمتها، وأشار خلال بلاغ صحفي بأن زيارة رشاد العليمي المقررة إلى حضرموت غير مرحب بها بل يرفضها حتى تنفيذ المطالب ونيل حضرموت كامل حقوقها.

وإلى هذا التوقيت لا يزال الاعتصام قائماً، ولم يحقق أية مكاسب من أهدافه؛ فلا استجيبت مطالب المعتصمين ولا تم تصدير النفط بحسب الاتفاق المتداول مع الحوثيين، وخلال ذلك قام محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي بزيارة هذا الاعتصام وأظهر تأييده للمطالب دون القيام بأي إجراء عملي لفضّه أو لتحقيق أهدافه، وكانت نتائجه أن أدخلت المحافظة في أزمة خانقة في الوقود وازدادت ساعات انقطاع الكهرباء نظرا لعدم تزويد المحطات الكهربائية بمادة الديزل من بترومسيلة، وكذلك تأثرت منظومة الكهرباء في عدن بسبب انقطاع الإمداد أيضا من بترومسيلة.

إن الناظر في هذا العمل يرى بوضوح كيف تُحرك الأدوات المحلية لتحقيق المكاسب السياسية في ظل الصراع المحتدم في اليمن؛ فحين ضغطت السعودية على الحكومة للاتفاق مع الحوثيين ويتم تصدير النفط أوعزت الإمارات لحلف حضرموت بالتحرك لعرقلة هذا الاتفاق، وفي السياق أعادت السعودية تنشيط مجلس حضرموت الوطني حيث اجتمعت بهم في السعودية يوم 2024/10/8م وأعلنت عن هيكلة إدارية له، وهذا يظهر كيف تتعدد الأدوات المحلية رغم أن ظاهر هدفهم واحد وهو خدمة حضرموت ولكن الحقيقة أن التبعية السياسية تختلف وعلى أساسها تختلف مواقف هذه القوى وتخوض صراعات أحيانا تكون دامية خدمة للمستعمر الذي بدوره يتدخل عبر عملائه من الدول الإقليمية دون أي عناء.

إن على أهلنا في حضرموت وسائر اليمن أن يدركوا أن القيادة السياسية في اليمن شماله وجنوبه لا تعبأ بمشاكلهم ولا احتياجاتهم بل على العكس هي تمعن في زيادة معاناتهم سواء في الجانب الاقتصادي المتدهور أو في غياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء وغيرها من متطلبات العيش الكريم، وإن الواجب هو أن نخلع ثقتنا من هؤلاء جميعهم فهم إن تحركوا خدموا الغرب الكافر وإن صمتوا نهبوا ثروات البلاد والعباد دون حسيب أو رقيب!

إننا نذكركم بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾، واليوم نحن مُعرِضون عن دين الله وأحكامه في السياسة والاقتصاد وشتى مناحي الحياة، وهذا الإعراض المتمثل في غياب حكم الإسلام في دولة تطبقه هو سبب مشاكلنا وسبب ضنك عيشنا وسبب تسلط من لا يرقب فينا إلا ولا ذمة. لذا فإننا ندعوكم للعمل معنا لكنس هؤلاء الحكام العملاء ومبايعة حاكم يحكمنا بكتاب الله وسنة رسوله في ظل دولة تطبق الإسلام؛ دولة الخلافة على منهاج النبوة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية اليمن