- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الدين الإسلامي فريد ومتميز
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَيَسِّرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدَّلْجَةِ» (السنن الصغرى للنسائي 4994).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا عن الإسلام، الإسلام دين جعله الله ميسّراً للجميع، فلا ذريعة لأحد يقصر فيه أو يعجز عن القيام بأحكامه، فالذي وضعها أعلم بالمفروضة عليهم، ووضع لهم نظاماً لا يستطيع أن يأتي بمثله أحد، ولا أن يضاهيه نظام.
يحثّنا في هذا الحديث الرسولُ الكريم عليه الصلاة والسلام على أن نسلك الطريق السليم المستقيم "فسددوا"، وأن نبذل الجهد في اتباعه، فإن عجزنا عن أدائه، قربنا من الصواب ما استطعنا... وأمر آخر يحثّ عليه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو الاستبشار، أي تفاؤل الخير وحُسن الظن، وكذلك التيسير على النفس وعدم إرهاقها وتحميلها فوق طاقتها بأكثر مما وجب عليها.
آخر توصيات نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث قوله "واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة"، أي الاستعانة بالعبادات والاستعانة بالله في كل الأوقات في أول النهار وآخره، وشيء من الليل.
علينا أن نتدبر الحديث الشريف كله جيداً حتى ندرك المغزى منه، إن هذا الدين دين خير، أنزله الله لنا لنتبعه، بكل ما فيه من صغيرة أو كبيرة، مع اليقين التام أن اتباعه حرفياً كما هو الصراط المستقيم، ومن زاد عليه وحمّل نفسه فوق طاقتها فأرهقها غلب نفسه وضل، فلا إفراط ولا غلو في الدين، ولا تنطع ولا تفريط.
الله نسأل أن يعيننا في ديننا، وأن يحفظ أنفسنا من الضلال، ويهديها الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى