الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الكذبة الكبرى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الكذبة الكبرى

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا». رواه مسلم برقم 4727.

 

أيّها الأحبة الكرام:  

 

   لقد تحدث العلماء حول هذا الحديث كثيرا، فبيّنوا أنواع الصدق والكذب وآثارهما على الإنسان، فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بأن نكون صادقين، إذ أن الكذب صفة قبيحة لا ينبغي بحال من الأحوال أن تكون في الإنسان، وقد عدّها الكثير من العلماء من أمراض القلوب، فإذا داوم عليها المسلم فتكت فيه وجعلت صورته قبيحة بين الناس، عندها لا يقبل منه الناس قولا، وبالمقابل فإن الصدق عنوان لكل مسلم، يصدق مع الناس ومع نفسه ومع ربّه في كل الظروف والأحوال، وقد وصف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين.

 

أيها المسلمون:

 

   إننا إذ نتحدث عن الكذب في هذا الحديث؛ فإننا نتحدث عن الكذبة الكبرى وعن الكاذب الأكبر، تلكم الكذبة المتعلقة بالحكام وبالحكم بغير ما أنزل الله تعالى، فقد أوهم الحكّام ومن معهم من العلماء والمفكرين العلمانيين الذين باعوا دينهم بثمن بخس أن الأمة تعيش حياتها كغيرها من الشعوب بشكل طبيعي، فكل شعب لديه دولة وحاكم يرعى شؤونه وفق الدستور والقوانين، وكأن الأمة ليست إسلاميّة، فقد كذب الحكام على الأمة عندما ساووا بينها وبين غيرها من الشعوب الكافرة، فغطّت الأمة في نوم عميق، سنوات وسنوات، حتى جاءت الثورات وانقشع ظلام الكذب والضلال، وظهرت الحقيقة ناصعة جليّة أمام الأمة، واستبان الأمر لكل ذي بصيرة، فخرجت الثورات تفضح كذب الحكام ونفاقهم وتطالب بخلعهم وتنادي بالدولة الواحدة، دولة الخلافة التي توحّد الأمة وبلادها، وتحكّم كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم بين الأنام.

 

      اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالخميس, 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع