- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
المسلم والمؤمن
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ» (السنن الصغرى للنسائي 4955).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يصف المسلم ويصف المؤمن، وليس كل مسلم مؤمنًا ولكن كل مؤمن مسلم (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، فالإسلام هو الدخول في دين محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء وصاحب آخر رسالة، والإسلام من التسليم والانقياد، ومن مقتضياته كما يذكر الحديث أن لا يؤذي المسلم الناس بلسانه أو يده، مهما صغُر الأذى أو كبر، فالقذف والقدح والتعدي باليد وغيره مما يؤذي الناس فيه إثم عظيم وتمرد على أحكام الله، أما الإيمان فهو التصديق الجازم بوحدانية الله ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وما جاء به، ومن مقتضياته أن يأمنه الناس على أرواحهم وأموالهم، فلا يخشون منه عليها، ويستأمنون به، فمن آمن بالله علم عِظم انتهاك دماء الناس وأموالهم دون حق فلا يقرب هذا الحرام، أما الذين أصبحوا متسلطين على الناس، يسفكون دماءهم ويغتصبون أموالهم، فقد خانوا الأمانة، ولم يأمنهم الناس، وكانوا ممن خلت منهم صفة الإيمان.
إن هذا الحديث يخص عموم الناس وولاتهم، فالناس الذين ارتضوا الإسلام دينًا عليهم أن يستقيموا عليه، ولا يقدموا على فعل إلا بعد أن يعلموا أهو جائز لهم وحق، أم هو ممنوع عليهم، والولاة الذين امتلكوا سلطان هذه الأمة، فعليهم أن يعلموا أن حكمهم أمانة، ويجب ألا يفرطوا بها، ولا يفقدوا الناس أمنهم ويعتدوا عليهم، مستحضرين مخافة الله وعقابه في رعاية شؤون الناس.
الله نسأل أن يعيننا على الاستقامة، وسلوك الصراط المستقيم، والتسليم له وحده، وأن يهيئ لنا الحكم بشرعه، وبحاكم يصون أنفسنا وأموالنا ويحفظ الأمانة، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى