مع الحديث الشريف

شبرا من أرض

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ». (صحيح ابن حبان 5252)

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبر بحقوق العباد وحُرمتها، فيخبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بأمر شديد الخطورة من حيث عقاب الله عليه، وهو أخذ المرء شبراً من أرض لأخيه المسلم بغير حق، وعقابه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في القيامة إلى المحشر، فكيف إن أخذ أكثر من شبر؟! وكيف إن سلب أراضي المسلمين كلها بغير حق؟ وأي عقاب سيلقاه من فرط بالأرض وأخرج أهلها منها ومنحها أعداؤهم؟! أمثال الحكام الذين فرّطوا في الأرض المباركة ومنحوها ليهود أعداء الله ورسوله والمسلمين، كيف سيكون عقابهم عند الله تعالى، وأي عقاب يستحقونه لفعلتهم هذه؟

لا شك سيعاقب الله كل مجرم على جرمه ما لم يرجع، لكن لا بد لنا وواجبنا أن نقف أمام الظالم الناهب لأملاك المسلمين ونمنعه وننهاه حتى يتغير حالنا بعون الله ونصره المُستحق للعاملين.

الله نسأل أن يعيننا أن نقول للظالم أنت ظالم، وأن يعيد الحقوق لأصحابنا، وأن يعزنا بنصره وتمكينه لهذا الدين، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى