- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الرشوة والتكسب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا، فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ» (سنن أبي داوود 2600)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يتحدث عن داء هذا الزمان، ألا وهو الرشوة والتكسب من المناصب.
إن الإنسان ليس له إلا ما كسب، وما يكسبه من عرق جبينه هو أطيب من غيره مما يكسبه بالطرق غير الشرعية، وإن من مصائب هذا الزمان أننا نرى من يتنصبون أعمالًا ولا يتقون الله، تراهم يتكسبون من هذا العمل بغير حق، ويقعون في الحرام.
البعض يسارعون إلى شغل مناصب مهمة ورئيسية في الحكم، ليس ليكونوا حكامًا يحكمون بشرع الله سبحانه وتعالى، بل لأمرين أهونهما معصية التكسب من وراء هذه المناصب، كمناصب أعضاء البرلمان، فتراهم يجدّون للفوز في الانتخابات وينفقون من أموالهم وأموال غيرهم الكثير من أجل مغنم زائل فيه إثم كبير! ليكون إما مشرعًا بغير ما أنزل الله، أو ليسكت عمّا شرع بغير ما أنزل الله، ويستغل منصبه كحصانة من المحاسبة القانونية والتكسب من ورائه، وهنا الغلو والإثم.
الله نسأل أن يعيذنا من أمثال هؤلاء وأن يبعد عنا المال الحرام، ويرفع عنا هذه الأحكام البشرية التي تسمح بمثل هذه الأفعال، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله