- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
"السيجارة" أم الخمّارة؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِقَامَةُ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي بِلَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». رواه ابن ماجه برقم 2537.
أيّها الاحبة الكرام:
لقد اشتملت الشريعة الإسلامية على مبادئ وعقوبات كفلت للإنسان سعادته في الدنيا والآخرة، فعاش المسلمون قرونا طويلة وفق نظام ربانيّ فريد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما اليوم وبعد أن تخلت الأمة عن هذه المبادئ والمُثل أصبحت لا تعرف للحياة طعما إلا طعم الشقاء والعذاب.
أيها المسلمون:
غريب أمر بعض الناس هذه الأيام، ينكرون على بعضهم المكروه من الأعمال، ويعظمون أمره ولا ينكرون عدم تطبيق الحدود، ولا ينكرون عدم تطبيق الإسلام، فينكرون على من يدخن "السيجارة" مثلا ويهوّلون الفعل، ولا ينكرون على من يسمح بفتح الخمّارة، فأي مقياس هذا الذي يقيسون به الأفعال والأعمال؟ إن أمثال هؤلاء لا يرون الزنا أو الربا أو الفساد الذي استفحل في المجتمع، لا يرون القوانين الوضعية التي تفرض الحرام على الناس فرضا وكأنها أحكام الله، لا يرون الدين إلا من خلال خيط الدخان الرفيع المتصاعد في الهواء، والذي تسلل إلى عيونهم، فحجب عنها الرؤية إلا من خلاله، فلا يرون الحكام الأنجاس وأعمالهم، ولا يرون المجتمع وما حلّ به من مصائب ، فأي دين هذا الذي يُختزل في سيجارة ويترك الخمّارة؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم