- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
حكام الأمة يرفسون النعمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» رواه مسلم برقم 2734.
أيّها الأحبة الكرام:
دخل ابن السماك يوماً على أمير المؤمنين هارون الرشيد، فوجده يرفع الماء إلى فمه ليشرب فقال له: لو أنك مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، فقال له: لو منعت خروجها، بكم كنت تشتريها؟ قال: بملكي كله، فقال له: إن ملكًا قيمته شربة ماء لجدير ألا ينافس عليه. إذن ثمن هذه الشربة عظيم، وثمن الأكلة أيضا عظيم يفوق الملك والحكم، كيف لا يكون عظيما وهو ثمن لنعمة الله سبحانه، تلكم النعمة التي أعطاها الله لعباده وأمرهم أن يحفظوها وأن يشكروه عليها، فبشكره تكون العبادة والطاعة، وبشكره يكون الاطمئنان والسعادة.
أيها المسلمون:
وهنا لا بدّ من وقفة، فحكام الأمة لا يدفعون مصيبة ولا يرفعون همّا، همّهم بطونهم وفروجهم، يتسابقون في رفس النعمة وفي نهب الأمة، يحكمون أغنى البلاد وشعوبهم أفقر الشعوب، لا يعرفون حمدا ولا شكرا، بل يأكلون أموال الناس بالباطل، ويقدمونها هدايا بلا مقابل لأسيادهم أعداء الإسلام ليقتلوا الأمة بها، فكيف لمن هذه حالهم أن يرضى الله سبحانه عنهم، وهم يأكلون الأكلة ويشربون الشربة ليصدوا عن سبيل الله؟ بل كيف لأحد من أبناء الأمة، أو قل من قادة الحركات التي تدّعي العمل للتغيير أن ينسق معهم؟! كيف يقبل هؤلاء أن يكونوا طرفا في اتفاقية مع من غضب الله عليهم؟! ألا ساء ما يحكمون.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم