- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
هنا يبرز عقل العاقل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ مَفَاتِيحِ الْأَرْضِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا». رواه البخاري برقم 3401.
أيّها الأحبة الكرام:
إن الإنسان بفطرته يرغب بما في هذه الدنيا من مال ونساء وجاه، وهذا ليس بحرام إذا كان وفق شرع الله، ولكننا عندما نجلس في حضرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يحذرنا من هذه المتع الزائلة، لا نملك إلا أن نقول: سمعا وطاعة يا حبيبنا. أما من غرتهم هذه المتع ورضوا بها وظنوها كل شيء فقد ضلّوا وخسروا.
أيها المسلمون:
هنا يبرز عقل العاقل، فالذي يفضل الفاني الزائل على الباقي الخالد ليس بعاقل وإن كان من الأذكياء، قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)، وقال: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ). وإزاء ذلك نقول لمن يعقل من أبناء هذه الأمة وخصوصا الذين يعملون تحت شعار إعادة الإسلام، نقول لهم: كفى تمسكا بمتاع زائل، كفاكم لهثا وراء المال السياسي القذر، اتركوا السلطة في ظل هذه الأنظمة العميلة ولا تأكلوا بها فهي متاع زائل، بل واعملوا مع العاملين لإعادة الحكم بالإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم عرض عليه المُلك والمال فرفض؛ بل وحيزت له الدنيا، وعندما توفي صلوات ربي وسلامه عليه، ترك لنا دولة تحكم بالقرآن.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم