- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كلكم راع
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (سنن أبي داوود 2585)
أيها الأحبة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بالمسؤوليات وتوزيع المهام على كل أفراد مجتمع سليم متماسك، وفي بدايته يرشد الحديث إلى المحاسبة أمام الله تعالى يوم القيامة والسؤال عن كل صغيرة وكبيرة.
إن الله خلق الناس مترابطين مرتبطين بعلاقات كثيرة، وهذا الأمر يترتب عليه مسؤوليات، فضرب الرسول الكريم أمثلة عليها، فبدأ بأعلاها وأكبرها وأكثرها شمولًا، وهي مسؤولية الحاكم على رعيته، أو الأمير المؤمر على الناس، وهذه المسؤولية يترتب عليها أنه سوف يُسأل عنها، أأداها حقها أم قصّر فيها.
ثم انتقل الحديث إلى الحصن المنيع في الأسرة، وهو ربها، فهو مسؤول عمّن استرعاه الله عليهم من أهل بيته، ثم إلى المرأة، فهي كذلك مسؤولة عن البيت وواجباتها وأعمالها، بما ألزمها الله به، وهي وزوجها سيُسألان عن أدائهما واجباتهما في حق بيتهما وأولادهما.
ثم ذكر الحديث الخادم الذي يخدم سيده، فهو كذلك راعٍ ومؤتمن على مال سيده وخدمته، وسيُسأل أمام الله على ذلك.
الملفت في النظر في هذا الحديث أن الرسول الكريم كرر نفس الكلمة التي بدأ بها الحديث في نهايته، وهذا للتأكيد على شمولية المسؤولية والاستئمان، لشدة عظم هذه المسألة.
الله نسأل أن يعيننا على حمل ما وكّلنا به من مسؤوليات، وعلى القيام بها على أكمل وجه كما يحب، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.