- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم... الْآيَةَ».(صحيح البخاري 6928)
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر عن يهود وكيفية معاملتهم فيما يخص ديانتهم ومعتقداتهم، فيهود من طبائعهم الكذب والافتراء على الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، لكن في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يقرأون التوراة قبل أن يحرفوا فيها الكثير كما هو الآن، وكانوا يترجمونها باللغة العربية للمسلمين الذين لم يكونوا يعرفون العبرية، وهذا يبعث في المؤمنين شك في مدى صحة قولهم أو عدمه.
لكن جواب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الشافي هو أن لا نكذبهم ولا نصدقهم، فقد يكون ما يخبرونه مما نزل على موسى من آيات، ولم تحرف أو تبدل، وهذا نصدق به، ونصدق بكل ما جاء به موسى، وقد يكون ما يخبرونه افتراء على نبي الله موسى عليه السلام.
إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل التوراة على نبيه موسى عليه السلام، وهذا نؤمن به ومسطر في القرآن، أما ما افتُري عليه به من يهود فهو براء منه ونحن منه براء، ويجب عدم الآخذ بكل ما جاء مخالفًا للقرآن الكريم أو مناقضًا لرسالة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
هناك من يحاول بحسن نية أو بسوئها التقريب أو التوفيق بين ما عليه يهود الآن وما نحن عليه، وهذا فيه الخطر الكبير، أقله القبول بكفرهم برسالة رسولنا صلى الله عليه وسلم وإقرار لهم على كفرهم، وهذا فيه معصية وإثم. فحذار.
الله نسأل الهداية، والرجوع عن المعصية، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.