- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
لا تحقرن من المعروف شيئا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُهْزَاذَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، فَإنْ لَمْ تَجِدْ، فَلَايِنِ النَّاسَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِمْ مُنْبَسِطٌ» (صحيح ابن حبان 469)
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف بقيمة المعروف، فليست الأمور بحجمها وعظمتها، وإنما هي بقيمتها عند الله سبحانه وتعالى، فلا يوجد معروف حقير ومعروف غير حقير، بل المعروف معروف والعمل الحقير إنما هو الحرام فقط.
لقد أرشدنا هذا الحديث الشريف إلى أننا يجب علينا أن نبذل كل الوسع في أعمالنا التي تقربنا إلى الجنة وتبعدنا عن النار، فنبذل من أجل ذلك كل ما نملك، فإن لم نجد بيدنا حيلة، فلا نستقل بأي عمل مهما كان، كأن نقابل الناس بالوجه البشوش السمح، صدقة تطهر أنفسنا وتنقينا من الذنوب والأدران، فلا نقف مكتوفي الأيدي، فالعمل الذي قد لا نلقي له بالا قد يوصل صاحبه إلى الجنة، وقد تجد غيره يبذل الغالي والنفيس ويعمل العمل الشاق فيوصله إلى النار لأنه لم يقم به كما أمر سبحانه وتعالى، فوجب علينا بعد ذلك أن نسلك الطريق السليم ولا نحقرن من أمر الله ورسوله شيئا، فميزان الأعمال وقيمتها أمر يعود إلى الله سبحانه وتعالى.
فالله نسأل أن يعيننا على قضاء ما فرض علينا فلا نقصر فيه وأن يبعدنا عما هو منكر وعن أهل المنكر، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.