مع الحديث الشريف

خَيْرُ مَا يَخْلُفُ الْمَرْءُ بَعْدَ مَوْتِهِ

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «خَيْرُ مَا يَخْلُفُ الْمَرْءُ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثٌ؛ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ تَجْرِي، يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعَمَلٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِه» (صحيح ابن حبان 4993)

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبر بما يبقى للإنسان بعد أن يأخذ الله وديعته، فبعد أن يموت المسلم ويغادر الدنيا تبق له أعمال تزيد أجره وترفع درجاته، وكلها يمكن لكل مسلم أن يحقق إحداها على الأقل. وهي؛ أن يترك ولدًا صالحًا، ولدًا رباه على تقوى الله وأحسن تربيته واختيار اسمه وأمه، هذا الولد يترحم على والديه بعد موتهما، ويدعو لهما بالمغفرة، لينالهما الأجر حتى بعد الموت. والصدقة الجارية ميسورة ويمكن لأي مسلم تحقيقها بلا حرج. أما العلم الذي ينتفع به، فهو لا يعني علوم الحياة، بل كل علم يُستفاد منه لأجل الآخرة، ولولاه لما وصلت الأمة إلى هذا الفقه والعلم.

علينا أن نسعى أن يبقى من أثرنا ما ينفعنا بعد مماتنا.

الله نسأل أن يعيننا على جمع ما نستطيع من الأعمال التي تقربنا منه في حياتنا، وترك ما يزيدنا قربا بعد مماتنا، ويزد من حسناتنا، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.