- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
رحمة المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي المَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ"، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ المِدْرَاسِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَاهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا"، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا القَاسِمِ، فَقَالَ: "ذَلِكَ أُرِيدُ"، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا القَاسِمِ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: "اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ" (صحيح البخاري 6578)
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بعظيم من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه ورحمته بالناس، فها هو يقيم الحجة على يهود، وهم يشهدون له بذلك، ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات، فلم يبق لهم عذرٌ بعد هذا البلاغ المبين والحجة الدامغة.
الأمر الآخر الذي يخبر به الحديث الشريف، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء يهود بالحكم الجامع المانع، وهو إخراجهم من الحجاز بعد أن جاء أمر الله بإجلاء الكفار منها، إلا إن أسلموا، وهذا حكم باقٍ إلى يوم الدين.
ويخبر الحديث في النهاية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى يهود مهلة من أجل ترتيب أموالهم وأحوالهم قبل الخروج، بأن يبيعوا الأرض إن شاءوا ليجنوا المال، فهي لن تكون لهم أبداً.
هنا نلاحظ أن يهود لا يحق لهم العيش في بلاد الحجاز كحكم شرعي، والأمر الآخر، أن الأرض أصبحت بقرار إلهي لله تعالى ولرسوله الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن اتبع دينه.
الله نسأل أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه أيام حكم الإسلام، وأن تعود الأرض تحت سلطان الإسلام والمسلمين، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى.