- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أهلك الناس
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ». (موطأ مالك 1806)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يتعلق بمنطق الكلام وكيف يجب أن يصدر من الإنسان الواعي. هذا الحديث ينهى عن الكلام الذي فيه إحباط للناس وذم للحال، والمرء إن كان متفائلاً مستبشراً فهذا يظهر في كلامه ومنطقه وخطابه، وإن كان متشائمًا يكثر الشكوى فيظهر الإحباط في كلامه، وقد يقع في القنوط والعياذ بالله، عدا أنه يحبط الآخرين ويزيد نفسه إحباطًا بكلامه. فمن قال للناس أنهم هلكوا فقد كان أكثرهم هلاكاً.
لقد حثنا الشارع سبحانه وتعالى أن نكون مبشرين غير منفرين، ملقين آمالنا على الله متوكلين عليه، غير قانطين ولا محبطين، فالإسلام جاء يرفع همم النفوس، ويعلق ثقتها بالخالق صاحب القدرة، ويجعلها تستمد منه القوة والأمل بأن الحق سوف يسود، ويزيح الظلم والباطل، وهذا كائن لا محالة.
الله نسأل أن يجعلنا من المبشرين بنصره، وأن يجعلنا من المتفائلين المتوكلين عليه عز وجل، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)