- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أحسنهم خلُقاً وألطفهم بأهله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ البَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ". جامع الترمذي 2654
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا عمّا يميز المسلم عن الآخر، والكافر عن المؤمن، بأن الإسلام صاحب أفكار عملية تطبق في أفعالنا في كل صغيرة وكبيرة، وعلى هذا ليس الإيمان بالله يكفي أن ندرك أو يدرك المشاهد أن هذا الشخص تجسد الإيمان به من غير سلوك اتجاه الآخرين، ويكمن هذا التجسد في الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهذا من متطلبات الإيمان. بحيث إن الذي يؤمن بالله رباً يتحتم عليه أن يتحلى بما يظهر على سلوكه هذا بأنه عبد لمعبود، فتتجسد فيه الصفات التي أرادها الله تعالى في البشر.
وفي لفتة أخرى جميلةٍ في الحديث الشريف، وهي التلطف بالأهل أي التعامل معهم بالإحسان، والأخذ بالغفران بدل الغضب والعقاب، وأن يكون الطرف اللين القادر على إيجاد الركن الدافئ للأهل، وهذا من لوازم الإيمان بالله، وصاحب الصفات الرفيعة، فالعبد الملتزم بالعبودية تتجسد فيه الصفات التي أرادها سيده، فكيف إن كان الخالقُ هو المعبودَ المتعَبَّدَ في كل شيء بالفعل والقول؟
فاللهَ نسأل أن يجعل الإيمان يتجسد في سلوكنا وأن نكون كما يحب الله تعالى ويرضى عنا. فاللهم آمين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)