- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الطاعة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ» (السنن الكبرى للنسائي 6551).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الأثر يحثنا على أعمال يجب التقيد والالتزام بها كما يحب الله سبحانه وتعالى ويرضى، فها هو عبادة بن الصامت يتحدث عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم بايعوا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على أن يسمعوا منه ويسلكوا أمره، فهذا أعلى درجات الطاعة، وهي السمع والتنفيذ الكامل لما جاء به الأمر، سواء في حالة اليسر أو العسر، في حالة النشاط وحب العمل أو في حالة العسر والثقل، هذا الأمر يدل على أن من يدخل الإسلام ويقبل به دينًا ينظم به حياته عليه أن يقوم بكل ما جاء به الإسلام من غير حيد أو تعذر، مهما كانت الظروف، إلا بعذر جاء به الشرع.
يخبر النص أن هناك أفعال يجب أن نتحلى بها لنغلب نزعاتنا البشرية من حب السلطة والسيادة وننظم إشباعها، بحيث أن لا نرمو إلى السلطة وننازع أهلها فيها، فهي أمانة إن أُلقيت على عاتق أحدنا يجب صونها، ويحثنا النص على أن نحرص على أن نكون مع أهل الحق، ولا نخشى لومة أحد سوى الله تعالى، فأهل الحق هم الذين يسعون لتطبيق الإسلام ويدافعون عنه وعن أهله من الظلم والعصيان، أمثال هؤلاء لا يخفون على أحد، ولا يحتار المرء فيهم.
الله نسأل أن يجعلنا من الذين يعملون بأمره، ومن أهل الحق والثابتين عليه والمطبقين للشرع المدافعين عنه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)