- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
حقيقة الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، وَمَثَلُ الْإِيمَانِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي آخِيَّتِهِ يَجُولُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِهِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهُو ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْإِيمَانِ، فَأَطْعِمُوا طَعَامَكُمُ الْأَتْقِيَاءَ، وَوَلُّوا مَعْرُوفَكُمُ الْمُؤْمِنِينَ» (صحيح ابن حبان 618)
أيها الأحبّة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا عما هو المؤمن والإيمان كيف يكون وعلى أي شاكلة يتجسد الإيمان في سلوكنا، وأن الإيمان يضعف ويذهب من الناس ولكن يبقى في النفوس ويعود لها عندما ندرك أن الله تعالى أوجد في أنفسنا الإيمان، وما يتطلب منا سوى المحافظة عليه وإبقائه في أفضل حال حتى يتسنى لنا المحافظة على حلاوته وأثره في أنفسنا، وعلينا أن ندرك أنه إن بُعد الإنسان عن الإيمان فلا بد أن يرجع له لسبب واحد، وهو: من تذوق الإيمان وحلاوته لا يستطيع ألاّ يرجعَ له ويعود إلى الأصل الصحيح الذي لا تشوبه شائبة. وقد أرشدنا الحديث الشريف كيف لنا أن نحافظ على هذه النعمة من الإيمان بالله تعالى ألاّ نشارك أحدا موائدنا إلا من نثق به ونثق بإيمانه بمن خلقنا جميعا، وهم الأتقياء الأنقياء، وأيضا أن نتيقن ونتأكد لمن المعروف سوف يقدم ولمن يستحق هذا المعروف، أي الأعمال التي تقربنا وتجعل إيماننا في أفضل حال وأقواه.
فاللهَ نسألُ أن يحفظ لنا إيماننا وأن يجنبنا أهل السوء وأن يرشدنا إلى ما يحب ويرضى، فاللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)