- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
صورتان متناقضتان تُدميان القلب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودعٍ، فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ"؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
أيها الأحبّة الكرام:
إن ممّا يدمي القلب ويحزنه عندما نقرأ هذا الحديث في هذه الأيام، فنضع الصورتين بجانب بعضهما البعض، ونبدأ بالمقارنة، فماذا نرى؟ نرى في الصورة الأولى تقوى الله التي وصى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وبالمقابل نرى في الثانية الظلم وقد امتد وعم الأرض بأكملها، نرى في الصورة الأولى حاكما واحدا يحكم المسلمين ملتزما بالكتاب والسنة، يعض عليهما بالنواجذ، ونرى في الثانية حكاما عملاء خونة كلما زاد عددهم زاد ضعفهم وتخاذلهم، وكذلك نرى في الصورة الأولى التزاما بالأحكام وطاعة لله، وبالمقابل نرى في الثانية بدع ومحدثات لا علاقة لها بالقرآن.
أيها المسلمون:
ألا ترون أين وصلت بكم الأمور؟ ألا يحزنكم عدم تطبيق القرآن؟ ألا تطبقون وصية رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم، "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين"؟ لقد أصبحت الحياة بدونهما لا تطاق، وأصبح الشقاء والهوان بتركهما عنوان هذا العصر، فالحياة لا تستقيم إلا بنظام خالقها، والإنسان لن يهدأ باله ولن تطمئن نفسه إلا بتطبيق نظام من عند الله، خالق الكون والإنسان والحياة، ولن يطبق هذا النظام إلا من خلال دولة يبايع حاكمها على الحكم بهما.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم