- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
طاعة الأمير من طاعة الله ورسوله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهُ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي» (السنن الكبرى للنسائي 6596).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمر في غاية الأهمية وهو الطاعة والانصياع، وهي ثلاث؛ أولها وأعلاها هي طاعة الخالق الباري، وتكون كامل الطاعة بالاستجابة لأوامر الله كلها في كل صغيرة وكبيرة، ومن الطاعة اجتناب المعاصي، أي الاستجابة للنواهي.
ثانيها هي طاعة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وهي لا تتعارض مع طاعة الله تعالى، بل هي طاعة الله سبحانه وتعالى، لأن أوامره ونواهيه هي وحي من عند الله سبحانه وتعالى، لهذا يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصاه.
آخرها هي طاعة كل من تولى أمر المسلمين بشيء، فطاعتهم بالأصل مرتبطة بمن منحهم صلاحية الطاعة لهم، وهو الله تعالى وشرعه الحنيف، وهذا ما أشار له الحديث بأن من أطاع الأمير فقد أطاع الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا في كل ما أقره الشرع، فإن عصى فقد عصى الله.
لو تدبرنا هذا الحديث لأدركنا أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يخبرنا عن أمرين اثنين؛ الأول أن الأمور كلها مرجعها إلى الله سبحانه وتعالى وأوامره وإرادته، وله الأمر كله، وعلينا طاعته، ولا جدال في ذلك وفيما يترتب على المعصية من إثم عظيم. الثاني أننا يجب أن نسلك الخط الذي خطه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بإخبار من الله تعالى له، ونسير عليه بخُطى ثابتة محسوبة بدقة.
الله نسأل أن يجعلنا من الذين يسمعون ويطيعون الله والرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يهيئ لنا من يحكمنا بشرع الله تعالى ونطيعه كما أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)