- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الاعتكاف في رمضان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِهَا مِنِ اعْتِكَافِهِ قَالَ "مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ". فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ، مِنْ صُبْحِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ. سنن ابن ماجه
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف بما يجب علينا أن نقوم به في شهر رمضان الفضيل من أمور عظام، فمن جملة الأعمال التي حق علينا أن نلتزم بها قيام الليل الذي فيه الأجر العظيم والذي فيه تكتمل الخيرات التي وجب علينا أن نقوم بها في هذا الشهر الكريم الذي خصه الله سبحانه بالأجر والثواب الكبير.
لقد أشار هذا الحديث إلى أمر هو في غاية الأهمية وهو قيام الأيام الوتر من هذا الشهر، لأنه يغلب الظن أن تكون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر والتي يجزي الله فيها عباده الصائمين القائمين عنها خير الجزاء في أحد هذه الليالي، فها هو نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام المبشر بالجنة يقوم بهذه العبادة على أرفع مستوى وعلى أكبر قدر من الإخلاص والتعب التي نفتقرها نحن هذه الأيام، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بشفاعته هو سندخل الجنة يوم القيامة جبهته تغطيها الماء والطين من شدة الحرص على هذا العمل ومن شدة حرصه على إتقانه، فأين نحن منه وكثير منا يتعذر بأعذار واهية في قيامه بالعبادات والفروض العظيمة التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا، فأين نحن منه وكثير منا لا يستطيع أن يدرك ما فعله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فهل فعلا نستحق المغفرة التي أعدها الله سبحانه وتعالى لنا في هذا الشهر الكريم؟!
إن من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أنه جعل لكل زمان أعمال يُجزى فاعلها الأجر العظيم إن هو قام بها، حتى يندفع المسلمون للقيام بهذه الأعمال مبتعدين عن الكسل والتسويف الذي لا يؤدي إلا إلى الهلاك، وعلى رأس هذه الأعمال ما قام به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وما سعى الصحابة الكرام معه فيه، فهم رضوان الله عليهم قد كانوا يصلون الليل بالنهار ويجتهدون من أجل مرضاته سبحانه ونشر دينه الحنيف في كافة الأيام خاصة هذا الشهر الكريم حتى وصلنا الإسلام نقيا صافيا لا شائبة فيه.
فالله نسأل أن يجعلنا من القائمين على عبادته الناشرين لدينه الساعين لتحكيمه في حياتنا في كل صغيرة وكبيرة، إن ذلك ليس على الله بعزيز.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)