- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لقب ولي الأمر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خيار أئمتكم
روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ: لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئاً تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَداً مِنْ طَاعَةٍ".
جاء في شرح النووي على مسلم
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خِيَار أَئِمَّتكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ)، مَعْنَى يُصَلُّونَ: أَيْ يَدْعُونَ.
أحبّتنا الكرام:
في هذا الحديث لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاكم في دولة الخلافة بلقب: الإمام
كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه لقب الحاكم بلقب: خليفة ....في أحاديث منها ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا
كما أجمع الصحابة على جواز تسميته بأمير المؤمنين فقد روى الحاكم في المستدرك عن ابن شهاب الزهري "أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة ... كان يكتب: من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ثم كان عمر رضي الله عنه يكتب أولا: من خليفة أبي بكر، فمن أول من كتب: من أمير المؤمنين؟ فقال: حدثتني الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عامل العراق، بأن يبعث إليه رجلين جلدين يسألهما عن العراق وأهله، فبعث عامل العراق بلبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم، فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد فإذا هما بعمرو بن العاص، فقالا: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين، فقال عمرو: أنتما والله أصبتما اسمه، هو الأمير ونحن المؤمنون، فوثب عمرو فدخل على عمر أمير المؤمنين فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ ربي يعلم لتخرجن مما قلت، قال: إن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا علي فقالا لي: استأذن لنا يا عمرو، على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، نحن المؤمنون وأنت أميرنا. فمضى به الكتاب من يومئذ. وكانت الشفاء جدة أبي بكر بن سليمان. ثم استمر إطلاقه على الخلفاء من بعده زمن الصحابة ومَن بعدهم. ...." فحسب هذه الرواية تم تلقيب عمر بأمير المؤمنين على مرأى ومسمع من الصحابة دون منكر منهم فكان إجماعاً
أحبّتنا الكرام:
مما تقدم فإنه يصح أن يسمى ولي أمر المسلمين .... بلقب الخليفة أو الإمام أو أمير المؤمنين ...فلكل لقب دليل شرعي يدل على صحته ..... لكن لقب الخليفة هو الأحب إليَّ والأقرب إلى نفسي لأنه يذكرنا بماضينا التليد فيشعرنا بالعزة والكرامة ويشوقنا للعمل على استعادتها من جديد.... وهو اللقب الذي طالما أنزل الرعب في قلوب أعداء الله وأرّق ليلهم وهو اليوم يذكرهم بالهزائم التي مُنوا بها أمام خلفاء المسلمين الأوائل في عصر الخلافة الزاهر، لذا فحين يأذن الله لنا باستعادة خلافتنا ... سنعيد دعوة ولي أمرنا بالخليفة ليموت الكفار غيظاً وكمداً على ما بذلوه لمحو هذا اللقب من الوجود فإذا بأعمالهم كأنها سراب بقيعة ... وإذا بالمارد ينهض من جديد، فتعود هيبته وسطوته وما تسببه من رعب للكفر والكافرين .... اللهم عجل لنا بهذا اليوم الأغر برحمتك يا أكرم الأكرمين.
أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.