- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الصبر مفتاح النصر والتمكين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني –بتصرف- في باب زيارة القبور:
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
أيها الأحبّة الكرام:
الصبر الذي يثاب عليه الإنسان إنما هو الصبر الذي يكون عند بداية الصدمة، فهو الصبر الذي يحمد فاعله، فهو يحمد ويحتسب لأنه يعلم أن لله ما أعطى ولله ما أخذ، وأن كل شيء عنده بقدر. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله واصبري. فمن المسلمين إذا مات له ميت ظل على قبره يغدو ويعود باكيا حزينا مهموما، فلا يكاد الميت يفارق ذهنه وخياله، فلا ينسى المصيبة، وهذا ينافي ما أراده الله سبحانه.
أيها المسلمون:
الصبر ...الصبر ... فما تمرَّ به الأمة هذه الأيام من همّ وغم وقتل وتشريد ليدفع بها لأن تكون بمكان هذه المرأة التي قالت للرسول صلى الله عليه وسلم: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي. وهنا نقول ما علمنا رسولنا الكريم: لا تحزني أيتها الأمة الكريمة، ولا تيأسي، لا تيأسوا أيها المسلمون في الشام ولا تجزعوا، واعلموا أن ما أصابكم إنما هو أجر وخير من الله، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى. وأن ساعة الليل الأخيرة هي الأكثر ظلمة وحلكة. وأن دولة الإسلام الأولى إنما قامت في أشد الأوقات تآمرا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت الهجرة وكانت الدولة وكان النصر والتمكين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم