- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ألا فليسعنا ما وسع المرأة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني –بتصرف- في باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه:
حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لي في النساء من حاجة، فقال رجل: زوجنيها قال: أعطها ثوبا، قال: لا أجد، قال: أعطها ولو خاتما من حديد، فاعتل له، فقال: ما معك من القرآن؟ قال: كذا وكذا، قال: فقد زوجتكها بما معك من القرآن.
أيها الأحبّة الكرام:
المهر في الإسلام فرض، فهو تقدير للزوجة ولمكانتها عند زوجها، وهو يساعد الزوجة على تجهيز نفسها عندما تنتقل لبيتها الجديد، وفيه كرامة لها، وهو مقابل الاستمتاع، وهو حكم الله سبحانه. إلا أن هذا الحديث فيه بيان بعدم تحديد المهر، فقد طلب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الرجل الذي أراد الزواج أن يقدم المهر ثوبا، ثم خاتما من حديد ثم بما يحفظ من آيات الله.
أيها المسلمون:
وإن كان مضمون الحديث يدور حول الزواج وضرورة المهر فيه، إلا أنه يلفت النظر إلى آيات الله التي قُدّمت مهرا للزوجة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن لا يكون المهر بارتفاع أو انخفاض قيمته سببا في الزواج أو عدمه، فالإسلام دعا للزواج وبين الهيئة التي يكون عليها الزوج والزوجة، وبين المطلوب من كل منهما، فلم يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج لقلة ما في يد الرجل. كم من أبناء المسلمين يحلمون بالزواج ولا ينالونه بسبب ارتفاع المهور؟ كم من بنات المسلمين أصبحن عوانسا بسبب ارتفاع المهور؟ أين من يقبل بزوج لبناته بما يحفظ من كتاب الله؟ ألسنا مسلمين؟ أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا؟ إذن لم لا يسعنا ما وسع المرأة التي قبلت بآيات الله مهرا؟ ألا يكفي كيد أعدائنا بنا؟ ألا فلنقبل بديننا كما قبلت المرأة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم