- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
المسلم ودار الإسلام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ".
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يتحدث هذا الحديث الشريف عن الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم حتى يستحق أن يسمى مسلما، فالمسلم الذي يشهد أن لا اله إلا الله لا يجوز في حقه أن يكون مؤذيا بل يجب أن يكون ناطقا بالحق حريصا على قول الكلام السوي، ليس هذا فحسب بل يجب عليه ألا يتقصد أن يؤذي أخاه المسلم أو أن يجرحه ولو بأبسط الأمور الذي هو الكلام. إن هذا التنظيم الإلهي فيه من الخير الكثير، فهو ينظم العلاقات بين المسلمين بشكل يظهر فيه ما يحق للمسلم أن يتكلم به وما لا يحق له أن يقوله، وفي هذا ارتفاع بالمجتمع وعلاقاتهم وسلوكهم حتى يظهر المجتمع المسلم بتميزه الذي أراده الله سبحانه وتعالى له، وهنا يجب أن نلاحظ أنه إن كان الكلام غير المستقيم الذي يؤذي هو أبعد ما يكون عن صفات المسلم، فكيف بما هو أكبر من ذلك؟!
وأشار هذا الحديث الشريف إلى أمر آخر وهو المهاجر، فقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم إلى حالة هي في غاية الدقة، وهو الحال الذي يجب أن يكون عليه المسلم حتى يكون مهاجرا، فالمعلوم أن لكل دار صفات وخصائص ومميزات ومتطلبات تلزم أن يتصف بها من يريد أن تكون داره، والمسلم الذي يترك ما نهى الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام عنه، ويسلك الطريق الموصل لمرضاة الله سبحانه وتعالى، فقد وصفه الحديث الشريف بالمهاجر وذلك لأنه ترك كل شيء وهجر المحرمات إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى التي اختارها، فهو قد اختار هذه الهجرة من المحرمات وأوجب على نفسه متطلبات رضوان الله حتى يصبح ممن رضي الله عنهم.
إن علينا نحن المسلمين ممن دخلنا في الإسلام وشهدنا شهادة أن لا اله إلا الله ورضينا بالإسلام دينا، أن نلتزم بما قد اخترناه، ونترك ما كنا عله من أحوال تخالف الإسلام ونرتقي بأنفسنا حتى نصبح أهل لدار مرضاته سبحانه وتعالى التي اخترناها لأنفسنا، وهي خير دار وخير صحبة. فالله نسال أن نكون من أهل دار الصلاح وأن يعيد علينا الحياة السليمة الصالحة التي ارتضاها لنا خالقنا وأن نكون من أمثال المهاجرين الأتقياء، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح