- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
قفوا في وجه الظالم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم". قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
أيها الأحبّة الكرام:
تودع منها: أي لم يعد فيها أمل، وشارفت على الفناء والهلاك، فها أنتم اليوم ترون واقع الأمة، ترون حكاما أذلاء ساقوا الأمة لحتفها سوقا، انظروا إلى حكامكم في طول البلاد وعرضها، هل ترون إلا ظالم أو فاسق أو قاتل؟ نعم إنهم ظلّام هذا العصر، أضلوا الأمة وحكموها بالحديد والنار، فنهبوا ثرواتهم وسحقوا بلادهم وعاثوا في الأرض فسادا، وطبقوا دساتير الغرب الكافر على المسلمين، فقدّموا من يحارب الله على من يعبده.
أيها المسلمون:
ما موقفكم من هذا الكفر البواح؟ أتخافون أن تقولوا للظالم يا ظالم؟ نعم، لقد وقف بعض أبناء الأمة منها هذا الموقف، فلم يغيّروا على الحكام، بل رضوا وتابعوا، فكان عاقبة أمرهم خسران، فإن لم تغضبوا لكل ما يحدث من مصائب تصيبكم، فمتى تغضبون؟!! قفوا موقف العزة مرة أخرى، وأعيدوا مجدكم التليد، وانشروا العدل في الدنيا بعدما ملئت جوراً، وأنيروا الكون بعدما عم ظلام الكفر، قفوا في وجه الظالم، وقولوا كلمة الحق، وارفعوا راية التوحيد خفاقة عالية، وأزيلوا كل رايات الذل والخنوع التي مزقت جسدكم، وفتت قوتكم، وجعلت أرذل الناس يمتطون صهوتكم!! واعملوا مع العاملين المخلصين لإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي وعد ربنا وبشرى نبينا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم