- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الإنصات للعلماء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب الإنصات للعلماء".
حدثنا حجاج قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو عن جرير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس، فقال: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
أيها الأحبّة الكرام:
تحذير قوي شديد اللهجة من الله سبحانه وتعالى عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يا أيها المسلمون، يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا، لا ترجعوا عن أحكام هذا الدين، وتستحلوا قتل بعضكم بعضا، فمن قام بهذا فقد دخل النار وإن صام وصلى، وشهد ألا إله إلا الله.
أيها المسلمون:
حذارِ حذارِ من أن يوقع بكم الشيطان العداوة والبغضاء فيحملكم على قتال بعضكم بعضا، حذارِ حذارِ من أن يحملكم على سفك دمائكم، خذوا العبر والمواعظ من تاريخكم، فهو حافل بهذه المشاهد المؤلمة، مشاهد الفرقة والجهل، مشاهد الدماء الطاهرة التي أريقت، وفي سبيل من؟ أهي في سبيل الله؟ كلا والله، فهذا الحديث يحذركم من ذلك.
وما نراه هذه الأيام من تطاول الجيوش في بعض البلاد الإسلامية على المسلمين ليحزن القلب ويملؤه كمدا، بل هو فعل يندى له الجبين. فحريّ بكم - أيتها الجيوش- بدل قتل إخوانكم أن تقاتلوا حكامكم الذين اتخذوكم سخريا من أجل البقاء على كراسي العمالة والخيانة والخسة. حريّ بكم- وأنتم المسلمون- أن تقاتلوا من يمنع تطبيق الإسلام، حريّ بكم- وأنتم المسلمون- أن تكونوا أنصار هذا الزمان كما كان للرسول عليه الصلاة والسلام أنصار، لتعيدوا الحق والعدل كما كان، من خلال إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. لذلك حولوا وجوهكم نحو القبلة، وارفعوا بنادقكم في وجه من يمنع قيام هذه الدولة، وفي وجه من أراد لكم أن تكونوا كفارا ومن أراد لكم الخلود في جهنم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم