الخميس، 12 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي (ح 167) نظام الذهب, ونظام الفضة

بسم الله الرحمن الرحيم

 إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي (ح 167) نظام الذهب, ونظام الفضة

 

 

 

الحمد لله الذي شرع للناس أحكام الرشاد, وحذرهم سبل الفساد, والصلاة والسلام على خير هاد, المبعوث رحمة للعباد, الذي جاهد في الله حق الجهاد, وعلى آله وأصحابه الأطهار الأمجاد, الذين طبقوا نظام الإسلام في الحكم والاجتماع والسياسة والاقتصاد, فاجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم يوم يقوم الأشهاد يوم التناد, يوم يقوم الناس لرب العباد.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: نتابع معكم سلسلة حلقات كتابنا إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي, ومع الحلقة السابعة والستين بعد المائة, وعنوانها: "نظام الذهب, ونظام الفضة". نتأمل فيها ما جاء في الصفحتين الخامسة والسبعين وكذلك الثمانين بعد المائتين من كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للعالم والمفكر السياسي الشيخ تقي الدين النبهاني.


نظام الذهب: يقول رحمه الله: "تسير الدولة على نظام الذهب إذا كانت هذه الدولة تستعمل عملة ذهبية في معاملاتها الداخلية والخارجية، أو إذا كانت تستعمل في الداخل عملة ورقية قابلة للتحويل إلى ذهب، إما للاستعمال في الداخل, والدفع إلى الخارج، أو للدفع إلى الخارج فقط، على أن يكون هذا التحويل بسعر ثابت، أي أن تكون الوحدة الورقية قابلة للتحويل إلى كمية معينة من الذهب وبالعكس، بسعر محدود. وطبيعي في مثل هذه الحالة أن تظل قيمة العملة في البلد مرتبطة ارتباطا وثيقا بقيمة الذهب. فإن ارتفعت قيمة الذهب بالنسبة للسلع الأخرى، ارتفعت قيمة العملة بالنسبة للسلع الأخرى. وإن انخفضت قيمة الذهب بالنسبة للسلع انخفضت قيمة العملة. والنقد في الأساس الذهبي يستجمع صفة خاصة، وهي أن الوحدة النقدية مرتبطة بالذهب بتعادل معين، أي أنها تتألف قانونا من وزن معين من الذهب. واستيراد الذهب وتصديره يجريان بحرية، بحيث يجوز للناس حوز النقد، أو السبائك الذهبية، أو التبر وتصديرها بحرية. وبما أن الذهب يتجول بحرية بين البلاد المختلفة، فلكل شخص الخيار بين شراء النقد الأجنبي وبين إرسال الذهب، وإنما يختار الوسيلة الأقل كلفة، فما دام سعر الذهب مضافا إليه تكاليف إرساله أعلى من سعر النقود الأجنبية في السوق، فإرسال النقد الأجنبي (القطع) أفضل. أما إذا تجاوز سعر الصرف هذا الرقم، فالأفضل أخذ الذهب من التداول وإرساله. إن فوائد نظام الذهب، إذا قيست بنظام الورق وغيره من الأنظمة، تجعل من المحتم أن يكون نظام الذهب للنقد عالميا، ولا تجيز هذه الفوائد أن يكون غيره من الأنظمة نظاما للنقد. وقد سار العالم كله، منذ عرف النقد حتى الحرب العالمية الأولى، على نظام الذهب، ونظام الفضة، ولم يعرف غيرهما نظاما.

29 10 2015


 عملة فضية مضروبة في القسطنطينية

 

نظام الفضة: ويقصد بنظام الفضة، أو الأساس الفضي، أن الفضة هي أساس الوحدة النقدية، وأن معدنها يتمتع بحرية الضرب، وبقوة إبرائية غير محدودة، وقد كان هذا النظام معروفا منذ القديم، فكان في الدولة الإسلامية سائرا مع نظام الذهب، وكان عند بعض الدول نظام نقدها الأساسي وحده.

وظل نظام الفضة معمولا به في الهند الصينية حتى 1930، حيث استبدلت في تلك السنة القرش الذهبي بقرشها الفضي. ونظام الفضة كنظام الذهب في كل تفاصيله، ولذلك كان من السهل الجمع بين النظام الذهبي، والنظام الفضي في الدولة الواحدة. وقد كانت الدولة الإسلامية منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قائمة على سياسة الذهب، وسياسة الفضة معا، ولا بد من أن تظل هذه السياسة النقدية قائمة على الأساس الذهبي، والأساس الفضي معا. أي يجب أن يكون النقد ذهبا وفضة، سواء أكان هو عينه متداولا، أو كان هنالك نقد ورقي متداول، مقابله ذهب وفضة، في كل مكان معين".


وقبل أن نودعكم مستمعينا الكرام نذكركم بأبرز الأفكار التي تناولها موضوعنا لهذا اليوم:


متى تكون الدولة سائرة على نظام الذهب؟


تسير الدولة على نظام الذهب إذا التزمت الحالة الآتية:


1.    إذا كانت الدولة تستعمل عملة ذهبية في معاملاتها الداخلية والخارجية.  
2.    إذا كانت الدولة تستعمل في الداخل عملة ورقية قابلة للتحويل إلى ذهب، إما للاستعمال في الداخل, والدفع إلى الخارج، أو للدفع إلى الخارج فقط.
3.    إذا كان التحويل بسعر ثابت، أي أن تكون الوحدة الورقية قابلة للتحويل إلى كمية معينة من الذهب وبالعكس، بسعر محدود. 


التزام الدولة نظام الذهب:


في مثل هذه الحالة تظل قيمة العملة مرتبطة ارتباطا وثيقا بقيمة الذهب على النحو الآتي.


1.    إن ارتفعت قيمة الذهب بالنسبة للسلع الأخرى، ارتفعت قيمة العملة.
2.    إن انخفضت قيمة الذهب بالنسبة للسلع انخفضت قيمة العملة.


صفة النقد في الأساس الذهبي:


النقد في الأساس الذهبي يستجمع صفة خاصة وهي أن الوحدة النقدية مرتبطة بالذهب بتعادل معين أي بوزن معين من الذهب.


كيفية التعامل بالنقد الذهبي:


1.    استيراد الذهب وتصديره يجريان بحرية, فهو يتجول بحرية بين البلاد المختلفة.
2.    يجوز للناس حوز النقد، أو السبائك الذهبية، أو التبر وتصديرها بحرية.
3.    لكل شخص الخيار بين شراء النقد الأجنبي وبين إرسال الذهب.
4.    يختار كل شخص الوسيلة الأقل كلفة.
5.    إن كان سعر الذهب مع تكاليف إرساله أعلى من النقد الأجنبي فإرسال النقد الأجنبي أفضل.
6.    إذا تجاوز سعر الصرف رقم النقد فالأفضل أخذ الذهب من التداول وإرساله.


قياس نظام الذهب بنظام الورق وغيره:


1.    قياس فوائد نظام الذهب بنظام الورق وغيره يجعل من المحتم أن يكون نظام الذهب عالميا.
2.    لا تجيز هذه الفوائد أن يكون غيره من الأنظمة نظاما للنقد.
3.    سار العالم كله، منذ عرف النقد حتى الحرب العالمية الأولى، على نظام الذهب، ونظام الفضة، ولم يعرف غيرهما نظاما. 


المقصود بنظام الفضة: يقصد بنظام الفضة، أو الأساس الفضي ما يأتي: 


1.    أن الفضة هي أساس الوحدة النقدية.
2.    أن معدنها يتمتع بحرية الضرب، وبقوة إبرائية غير محدودة.
نبذة عن نظام الفضة:
1.    كان نظام الفضة معروفا منذ القديم، فكان في الدولة الإسلامية سائرا مع نظام الذهب.
2.    كان نظام الفضة عند بعض الدول نظام نقدها الأساسي وحده.
3.    ظل نظام الفضة معمولا به في الهند الصينية حتى 1930، حيث استبدلت في تلك السنة القرش الذهبي بقرشها الفضي.
4.    نظام الفضة كنظام الذهب في كل تفاصيله، ولذلك كان من السهل الجمع بين النظام الذهبي، والنظام الفضي في الدولة الواحدة.
5.    كانت الدولة الإسلامية منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قائمة على سياسة الذهب، وسياسة الفضة معا. 


خلاصة البحث في نظام الذهب ونظام الفضة:


لا بد من أن تظل هذه السياسة النقدية قائمة على الأساس الذهبي، والأساس الفضي معا. أي يجب أن يكون النقد ذهبا وفضة، سواء أكان هو عينه متداولا، أو كان هنالك نقد ورقي متداول، مقابله ذهب وفضة، في كل مكان معين.


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

آخر تعديل علىالخميس, 03 كانون الأول/ديسمبر 2015

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع