- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحكم والسلطان ليس ملكا للحاكم ليهبه لمن يشاء.. بل السلطان للأمة!
الخبر:
انتقد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، التحركات الإقليمية لاستعادة الحكم المدني في السودان، مشدداً على أن الأفضلية للحكم تذهب إلى المقاتلين. (سودان تريبيون بورتسودان، 17 شباط/فبراير 2025م).
التعليق:
ما زالت الأمة مفجوعة باغتصاب سلطانها، وحرمانها من حقها في اختيار وتنصيب من يحكمها ويرعى شؤونها، منذ هدم الخلافة، بل وأصبح معظم أبنائها يجهلون أن منصب الحكم لا يصله إلا من أوصلته هي عبر عقد شرعي ببيعة شرعية صحيحة وعن رضا واختيار، وهذا الجهل جعل الكافر المستعمر يمكر ويكيد ليصنع العملاء فيوصلهم إلى الحكم في بلاد المسلمين، مرة بشكل مدني، ومرات بشكل عسكري، عبر الدعم المالي والإعلامي والسياسي والعسكري أحياناً، فلا يقيم هؤلاء الحكام أحكام الله تعالى ولا يطبقون شرعه، حتى ظن الحكام العملاء للدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وغيرهما أن الحكم ملك وهبة لهم.
إن الحكم في الإسلام عبادة، والالتزام بتفاصيله مثل الالتزام بتفاصيل أحكام الصلاة والحج وغيرهما.. قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. وقد أوجب الإسلام أن يؤخذ هذا المنصب عن طريق بيعة الأمة للحاكم عن رضا واختيار وإلا صار الحاكم مغتصباً للسلطان، ووجب انتزاعه منه، وقد طبق النبي ﷺ ذلك عملياً عندما تولى الحكم في المدينة المنورة فلم يتوله إلا بعد البيعة، قال عبادة بن الصامت في الحديث المتفق عليه: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ...». كما حذر النبي ﷺ الأمة من خطورة أن يتولى أحد منصب الحكم بغير بيعة، فيترتب على ذلك الإثم والعقاب على الأمة جميعها، فقد أخرج الإمام مسلم عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما عنِ النَّبيِّ ﷺ قال: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
إذن من ذلك كله يتبين أن السلطان للأمة، فهي التي تختار حاكمها، وأن الحاكم وجب عليه أن يقيم الدين ويطبق الشرع، قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ وهذا يبطل كل الدعاوى لإقامة دولة ديمقراطية سواء مدنية أو عسكرية. فعلى البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للجيش، ومن معه من أهل القوة والمنعة، أن يتقوا الله تعالى ويستجيبوا لمنادي الرحمن ويحولوا الحكم إلى خلافة راشدة على منهاج النبوة تنفيذا لأمر الله تعالى وأمر رسوله ﷺ القائل: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ». أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وغيرهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان