الثلاثاء، 04 رمضان 1446هـ| 2025/03/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قمة الرياض المصغرة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمة الرياض المصغرة

 

 

 

الخبر:

 

عقدت القمة العربية المصغرة، يوم الجمعة الموافق 21 شباط 2025 بمدينة الرياض عاصمة السعودية برئاسة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وحضور رئيس مصر السيسي وملك الأردن عبد الله، لبحث مشروع تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن حسب رغبة ترامب.

 

التعليق:

 

رغم أنه لم يصدر بيان رسمي عن هذه القمة، إلا أن ما رشح من معلومات يؤكد على أن المؤتمرين اجتمعوا لمناقشة وطرح بديل عن خطة ترامب المتعلقة بغزة. ولم يتم الإفصاح علنا عن الخطة المصرية البديلة، والتي هي في الأساس خطة أمريكية بديلة، فمصر لا تخرج عن إرادة أمريكا مطلقا. والملاحظ في سياسة ترامب وطريقته في العمل هو طرح الحد الأقصى من المطلوب حتى إذا تم التفاوض والبحث يتم الوصول إلى الخطة البديلة. وتتلخص الخطة البديلة بعملية تهجير داخل غزة، إلى أن يتم إعادة تأهيل غزة لتصبح صالحة للسكن، على أن يتم إبعاد حماس كليا عن الساحة السياسية والعسكرية، وأن يوكل أمر الأمن في غزة لمصر وبعض الدول العربية والدولية. وهذا بالضبط ما سعت له دولة الكيان منذ البداية وأرادته أمريكا في عهد بايدن.

 

لا تزال الدول القائمة في البلاد الإسلامية تصر على التنازل عن حق المسلمين الشرعي في فلسطين كاملة غير منقوصة، ولا تزال تعمل على تثبيت كيان يهود في فلسطين، وإنهاء قضية فلسطين نهائيا حتى لا يعود هناك مُطالِب بها. ويستخدم حكامها الرويبضات لذلك أحابيل أمريكا ويهود، فيظهرون بمظهر الرافض للخطة المعلنة ليعودوا إلى خطة بديلة غير معلنة، فيخدعوا شعوبهم ليخرجوا في مسيرات تأييد لهم!

ولو عدنا إلى الماضي القريب، سنرى أن هذه الدول هي التي سلمت فلسطين سنة 1948 ومكنت يهود من إقامة كيانهم في معظم فلسطين. وسنة 1967 سلمت ما تبقى من فلسطين مع سيناء والجولان دون حرب مطلقا. ولم يكن التسليم آنذاك نتيجة ضعف عسكري، بل أثبتت الأردن بعد أقل من سنة على هزيمة 1967 المذلة أنها قادرة على تحدي جيش الاحتلال في معركة الكرامة في آذار سنة 1968. فلماذا إذن سحبت جيشها قبل 9 أشهر فقط؟! وكذلك أثبتت مصر قدرتها العسكرية بعد 6 أعوام من حرب 1967 حين اقتحمت خط بارليف عام 1973 وسيطرت على سيناء واتخذتها ذريعة لعقد صلح دائم مع كيان يهود. فلماذا أمرت قواتها بالانسحاب إذن عام 1967؟!

 

إن تاريخ هذه الكيانات الهزيلة يؤكد بما لا يقبل الشك أنها تقف في صف كيان يهود ومن يقف وراءه سواء بريطانيا التي أنشأته، أو أمريكا التي تتعهد بحمايته ورعايته. ولا تخرج القمة المصغرة بين أرباب بريطانيا وأمريكا عن هذا الدور. فهم الآن يحرصون على تحقيق ما عجز عنه كيان يهود عبر سنة ونصف من قتل وتدمير وتهجير داخلي. فهم يبحثون خطة نزع سلاح حماس، وإخراجها من الساحة السياسية لغزة، حتى لا يكون أي تهديد مستقبلا لكيان الاحتلال في فلسطين.

 

ولعمري إن ما يقوم به هؤلاء لأشد ألما وخطورة من كل جرائم كيان يهود. فالكيان أدرك أنه ما دام هناك قلب نابض في غزة والضفة، ورجل مقاوم، واعتصام بالله العلي القدير فلن يستقر له قرار. وقد شن حربا لا هوادة فيها، وألقى آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ واستخدم كل ما لديه من قوة ودعم أمريكي وأوروبي غير مشروط، ولم يتمكن من الفت في عضد رجال باعوا أنفسهم رخيصة لله وأثبتوا أن الهزيمة لا تلحق بمن يؤمن بقضيته خاصة إذا كانت هذه القضية جزءاً لا يتجزأ من عقيدتهم.

 

وها هم حكام العرب الذين حالوا بين شعوبهم وبين نصرة إخوتهم ابتداء، يتعهدون بتحقيق ما عجز عنه كيان يهود. فالخطة المصرية تتمثل بالإشراف بعد الحرب على غزة من خلال إدارة فلسطينية غير منحازة لأي فصيل خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتتبع سياسيا وقانونيا للسلطة الفلسطينية، مؤكدا أنّ حماس ستتراجع عن المشهد السياسي في الفترة المقبلة. كما أن السعودية، كما رشح من المؤتمر، تشترط للتمويل أن تكون السلطة الفلسطينية هي الجهة المسؤولة عن القطاع، ما يعني استبعاد حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007. وهذا تماما ما تريده دولة الكيان والتي فشلت في تحقيقه بعد أن دفعت ثمنا باهظا سواء من خسائر بشرية أو مالية أو سمعة دولية.

 

وهكذا فإنها ما دامت قضية فلسطين مثل كرة جلّ لاعبيها من أعداء الأمة سواء داخليا أو خارجيا، تتحكم بها أمريكا وبريطانيا وعملاؤهما، فإنها سوف تبقى برسم البيع في المزادات العلنية. ولن يتغير حالها، وتعود إلى أصلها قضية إسلامية يحدد معالمها شرع الله الحنيف، حتى تعود الأمة لتتسلم زمام أمرها بيدها، وتنصب عليها إماما جنة تقاتل من ورائه، ينهض بها من كبوتها، ويعيد لها عزتها وقوتها ويوحدها في دولة واحدة، فيحرر المغتصب من ديارها، ويضع الأمور في نصابها، وينسي أعداءها وساوس شياطين الإنس والجن. وما ذلك على الله بعزيز.

 

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جيلاني

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع