خبر وتعليق الكذب ملح السياسة الغربية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
قبل أيام، نشر موقع (رأي اليوم) مقتطفا من كتاب \"مستقبل البترول العربي في كازينو العولمة\" لمؤلفه د. عبد الحي زلوم. ومما جاء في المقال:
\n
أصبح من الأخطاء الشائعة جداً بين الإعلاميين العرب، أن الولايات المتحدة قد أصبحت ذات اكتفاء ذاتي في مجال النفط ومشتقاته بعد ثورة الزيت الصخري.
\n
\n
سيفاجأ هؤلاء بقولي أن الولايات المتحدة ما زالت تستورد حوالي 40 بالمئة من احتياجاتها النفطية وأن حوالي 50 بالمئة من العجز التجاري الأمريكي سببه هو استيراد البترول ومشتقاته لتغطية ذلك العجز بين الإنتاج والاستهلاك. كذلك فإن ظاهرة الزيت الصخري في الولايات المتحدة وما صاحبها من تهويل لن تؤثر من قليل أو كثير على مستقبل البترول العربي وأن لهذه الفرقعة الإعلامية التي صاحبت الزيت الصخري ما وراءها وهي محاولة لتبخيس أهمية النفط العربي الاستراتيجية لغرض في نفس يعقوب. ولكي أشرح الموضوع ببساطة، تستورد الولايات المتحدة اليوم من النفط ومشتقاته ما يزيد عن إنتاج الكويت والإمارات العربية المتحدة مجتمعتين.
\n
\n
التعليق:
\n
لن أتناول المقال من الناحية الاقتصادية، فلقد سبقني في ذلك الكثير ممن أجاد وفصّل. إلا أنني وددت تناول الموضوع من زاوية أن الكذب والتضليل والإشاعات هي ملح السياسة الأمريكية (والغربية بشكل عام)، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها:
\n
- أن الرئيس جورج بوش خلال أحداث 11 أيلول 2001م كان يزور مدرسة ابتدائية، كي يخدع شعبه والعالم بأنه لم يكن على علم بالأخطار المحدقة ببلاده، إلا أن كذبه افتضح من خلال سرعة إدارته بتوجيه الاتهام لتنظيم القاعدة وحركة طالبان.
\n
- غزو واحتلال أمريكا للعراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل التي ثبت كذبها.
\n
- اتهام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتركيا والإمارات والسعودية بتقديم مليارات الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى المقاتلين \"السنة\" الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الأسد، وهو ما أدى إلى صعودها، وفي اليوم التالي اعتذر بايدن عما قاله.
\n
نعم، إن الكذب والتضليل والإشاعات هي ملح السياسة الأمريكية (والغربية بشكل عام)، وليس آخرها كذبة اكتفاء أمريكا الذاتي في مجال النفط. وإن دولة أو مبدأ يقوم على الكذب لن يعيش طويلا، فالكذب حبله قصير، والدول تنهار في أعين الناس قبل أن تنهار اقتصاديا أو عسكريا.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني - بيت المقدس