الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق من هو الشهيد؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


بدأت الإمارات حدادا لمدة ثلاثة أيام على 45 من جنودها الذين قتلوا في اليمن، وذلك بالتزامن مع إقامة مراسم عسكرية في أبو ظبي، عاصمة البلد، لاستقبال جثامين القتلى. وقد أصدرت وزارة شؤون الرئاسة بياناً جاء فيه نعي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات \"جنود الإمارات البواسل الذين استشهدوا في مأرب باليمن دفاعاً عن الحق والعدل ونصرة المظلوم أثناء أداء واجبهم المقدس ضمن قوات التحالف العربي في عملية إعادة الأمل باليمن\". (المصدر: وكالات)

\n


التعليق:

\n


لقد أعلى الإسلام من شأن الشهيد وجعل للشهداء في سبيله مرتبة عظيمة تلي مرتبة النبيين والصدِّيقين ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ ..﴾، وأعد الله للشهداء أجرا عظيما وجعل الموت في الجهاد حياة أبدية: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾..

\n


إلا أن الشهادة ينالها المرء بالجهاد والموت في قتال الكفار لتكون كلمة الله هي العليا وليس في قتال المسلمين بعضهم بعضا للحفاظ على كراسي الحكم أو لتثبيت الحدود التي رسمها الكافر المستعمر أو لخدمة مصالح ونفوذ الغرب الكافر، أمريكا وأوروبا، ومشاريعهم الاستعمارية في بلادنا والتي ترمي إلى تمزيق البلاد ونهب ثرواتها. فالجهاد من العبادات إن كان طلباً لرضوان الله، وإذا لم يكن القتال في سبيل الله فلا يعتبر جهادا يستحق الثواب من الله تعالى، بل سيلحق فاعله الإثم إن كان قتاله في معصية الله.

\n


ومن المخزي والمؤلم أن يأتي هؤلاء الحكام الخونة فيمجدوا ويكرموا قتلاهم الجنود من أبناء هذه الأمة الذين قضوا في قتال يحرمه الإسلام ويغضب الله سبحانه بعد أن قاموا بخداعهم والزج بهم إلى صراع ليس لصالح الإسلام والمسلمين وإنما هو صراع بين بريطانيا وأمريكا على اليمن والمنطقة، وقوده أبناء الأمة ودماؤهم. فأين الدفاع عن الحق والعدل ونصرة المظلوم في قتال يحصد أرواح آلاف الأبرياء من أبناء أمة الإسلام ويدمر البلاد ويترك آلافا آخرين بلا مأوى؟. وأي جهاد، أو واجب مقدس كما يسمونه، هذا الذي يؤدونه وباسمه يقتتلون، الذي يوجد بين المتقاتلين قاتلاً ومقتولاً كلاهما في النار، بقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ وقول النبي عليه الصلاة والسلام: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، فكيف يكونون بعد ذلك شهداء!!!.

\n


لقد قلب هؤلاء الحكام العملاء للغرب وأعوانهم العلماء السفهاء وإعلامهم الضال المضل المقاييس فصوروا القتال بين المسلمين جهاداً، بينما قتال الأمة ضد الكفار وطرد الاستعمار إرهاباً. وجعلوا الموت في سبيل الطائفية والوطنية والحدود الاستعمارية شهادة؛ ورسول الله عليه الصلاة والسلام قال: «وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ..». بينما الدعوة لتطبيق شرع الله وإعلاء كلمته وإقامة دولته التي تحكم بالإسلام وتعيد دين الله للحياة جعلوها جريمة؛ ورسول الله عليه الصلاة والسلام جعل كلمة الحق من أفضل الجهاد، وجعل من مات وهو يصدح بكلمة الحق سيد الشهداء.

\n


ولو أن هؤلاء كانوا قد خرجوا لأجل تحرير فلسطين من نجاسة يهود وإعادة فلسطين إلى ديار الإسلام وقتلوا دفاعا عن المسلمين ومقدساتهم لكنا احتسبناهم عند الله شهداء ولكان خيرا لهم وأولى، بدل الموت المخزي والمؤسف في صراع يتحارب فيه كلا الطرفين على باطل، خدمةً لأسيادهم الغرب الكافر.

\n


نسأل الله العظيم أن يعجل لنا في قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تجمع شتات المسلمين وتحقن دماءهم وبها يوجه جهادهم نحو عدوهم الكافر المستعمر، وما ذلك على الله بعزيز...

\n

 

\n

 

\n


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع