خبر وتعليق الرعاية الاجتماعية للاجئين - "القوى الأوروبية" هي المسؤولة وليس فقط المهربون (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
مثل ثلاثة بلغاريين وأفغاني، اعتقلوا في المجر على خلفية وفاة 71 لاجئاً وجدوا في شاحنة في النمسا، يوم السبت أمام المحكمة، التي قضت بوضعهم قيد الاعتقال لمدة شهر واحد للسماح بإجراء تحقيق.
\n
وتسبب اكتشاف جثث اللاجئين في شاحنة متروكة على إحدى الطرق النمساوية السريعة يوم الخميس، في احتجاج دولي عنيف. وتجابه أوروبا أعداد المهاجرين المتصاعدة الذين يصلون إليها عن طريق البر أو البحر، هربا من العنف والفقر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
\n
ويواجه هؤلاء على طول الطريق المشقة والموت. وقد تتصاعد الدعوات لخطة أوروبية مشتركة لمنع وقوع المزيد من المآسي. (رويترز 2015/08/30)
\n
التعليق:
\n
بينما قد يبدو وكأن العدالة سوف تأخذ مجراها إلى المسؤولين عن الظروف التي قتل فيها الكثير من الناس داخل الشاحنة المتروكة في النمسا فإن على المرء أن يسأل، هل سيؤدي هذا إلى الكثير من التغيير؟
\n
عندما ظهرت هذه القصة كان أول رد فعل للسياسيين الأوروبيين سريعا فوقفوا دقيقة صمت على أرواح الضحايا في اجتماع فينا. وكانت هناك العديد من التصريحات التي عبرت عن الحزن والرعب والشجب من عصابات مافيا التهريب، مثل تصريح وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا مايكل لايتنرالتي حيث قالت \"هذه المأساة هي مصدر قلق لنا جميعا. المهربون مجرمون. ليست لديهم مصلحة في رعاية اللاجئين سوى الربح\".
\n
في الحقيقة، رعاية اللاجئين ليست محل اهتمام لكثير من صناع السياسة في أوروبا كذلك، حيث إننا نرى استخدام الشرطة، والبنادق والأسلاك الشائكة، وما شابه ذلك لمنع الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود. هؤلاء الناس ليسوا في رحلة بحث عن شوارع مرصوفة بالذهب، كما يريدون أن نعتقد، لكنهم هاربون من حياة أفظع مما يمكن للمرء أن يتصورها. إنهم يفرون من دول إما أن تكون الحكومات الغربية قد نصبت فيها الحكام الدمى مما يجعل حياتهم بائسة مع أنظمة حكم فاشلة وعدم توافر البنية التحتية فيها، أو أنهم يغادرون مناطق عصفت بها الحروب، ومرة أخرى بتدخل أيدي الحكومات الغربية الملطخة بالدماء.
\n
بإلقاء اللوم على المهربين وتجاهل الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يخاطرون بحياتهم هو قصر نظر. أولا، هناك مشاكل حقيقية تجعل الناس يسعون للهروب وهذا محرك بشري. ثانيا، لا توجد وسيلة سهلة للخروج ما يجعل اللاجئين فريسة سهلة للمهربين حيث إن العديد من الطرق المستخدمة سابقا للهروب قد اختفت لذلك فإن أولئك الذين يرغبون في العيش حياة أفضل يخاطرون بكل شيء والعديد منهم يقعون ضحية لجشع المتاجرين.
\n
الوفيات التي نراها رصدت والعديد غيرها التي لا نراها هي دليل على نظام فاشل، يلقي اللوم على الذين يحاولون الفرار ويضع عقبات كبيرة في طريقهم ومن ثم يلقي اللوم على الذين يستغلونهم. إذا كانت أوروبا جادة في الرغبة في وضع خطة لمنع مثل هذه المآسي فإنها تحتاج إلى دراسة من أين يهرب الناس ولماذا؟! ربما من خلال هذه وغيرها من مثل هذه المآسي ستكون هناك تساؤلات حقيقية تطرح عن السياسة الخارجية للدول الغربية التي تؤدي إلى هذا اليأس، حيث الرجال والنساء والأطفال يعرضون حياتهم للخطر بالعبور عبر الحدود إلى حيث توجد العداوة وإلقاء اللوم عليهم لوضع ليسوا هم من أوجده.
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن - باكستان