خبر وتعليق عشرات اللاجئين السوريين ماتوا خنقا في شاحنة نمساوية لنقل اللحوم المشوية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
أعلن رئيس الوزراء النمساوي فرنر فايمان أن عددَ الجثث التي تم العثور عليها الخميس داخل شاحنةٍ متروكةٍ على أحد الطرقات في ولاية بورغنلاند شرقي النمسا يبلغ 50 جثة، أما المتحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية فقد أعلن أن الشاحنة كانت ممتلئةً بالجثث، وأما وسائل الإعلام النمساوية فقد ذكرت أن حوالي 50 لاجئاً بينهم نساءٌ وأطفالٌ يُعتقد أنهم من الجنسية السورية ماتوا اختناقاً في شاحنةٍ في بلدة باندروف النمساوية المتاخمة شرقاً للحدود الهنغارية.
\n
\n
التعليق:
\n
\n
لا زالت وسائل الإعلام العربية والغربية على حدٍ سواءٍ تنقل للعالم مأساة إخواننا اللاجئين السوريين الذين فروا من حرب الإبادة التي سعّرها المجرم بشار الأسد وإيران وحزبها في لبنان منذ أكثر من أربع سنين، رجالٌ ونساءٌ وأطفالٌ يركبون البحر الهائج المائج في رحلة عذابٍ لا يعرف نهايتها إلا المولى عز وجل، ولذلك فقد مات الكثير منهم في عُرض البحر وكانوا طعاماً لأسماك القرش، ومناظر الأطفال تتفطر القلوب لرؤيتهم وهم يبكون، مرضى بلا دواءٍ، وجوعى بلا طعامٍ، وعطشى بلا ماءٍ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، والعالم كله يتفرج على محنتهم دون أن يحرك ساكناً، وكأن هؤلاء اللاجئين حشراتٌ لا قيمة لها ولا حق لها في العيش الكريم، بل وكأن العالم يريد أن يعاقبهم لخروجهم على فرعون هذا العصر بشار.
\n
وبدلاً من تقديم المساعدة لهم من قبل الدول الأوروبية التي وصلوا إليها، فإنهم يقومون بالبحث عن سياساتٍ جديدةٍ للحد من قدومهم، كبناء أسوارٍ لمنعهم هم وغيرهم من دخول الدول الأوروبية، ووضعهم في مراكز نائيةٍ هي أشبه بالسجون، مع أنّ هذه الدول الأوروبية هي سببٌ من أسباب محنة أهل سوريا، يوم دعموا بشار الأسد وزودوه بالأسلحة لذبحهم من أجل أن يبقى على كرسي الحكم ليحافظ لهم على مصالحهم.
\n
أما حكامُ المسلمين العرب منهم والعجم، قاتلهم الله، فهم صمٌّ بكمٌ عميٌ، فمع أن بلاد المسلمين واسعةٌ شاسعةٌ، وقد حباها الله سبحانه بثرواتٍ هائلةٍ، إلا أنهم لم يُقدموا شيئا لإخواننا أهل سوريا في محنتهم، ولم يُخففوا عنهم شيئا من معاناتهم، بل كانوا وما زالوا خنجراً في ظهرهم، ومؤامراتُهم ضد ثورة الأمة في الشام لم تتوقف، للقضاء عليها قبل أن يصلهم شيءٌ من نارها التي ستحرقهم إن عاجلاً أو آجلاً، لقد فتح هؤلاء الرويبضات بلاد المسلمين على مصراعيها لكل كافر، وأمِن الكفارُ فيها، وحَرَموا أبناءَها منها ومن خيراتها.
\n
إذن لم يبق من حلٍّ إلا أن يقومَ المسلمون في كل بلاد المسلمين على هؤلاء الحكام الفجرة، ويقلبوا عروشهم على رؤوسهم، ويلقوا بهم في مكان سحيق، لإنهاء هذه الفترةِ الحالكةِ المظلمةِ من تاريخنا، وإقامةِ دولةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ على منهاج النبوة، ومبايعة خليفة للمسلمين، يذود عن المسلمين أينما كانوا، ويحرك الجيوش الجرارة لنصرتهم، ولا يترك مظلوماً إلا نصره، ولا خائفاً إلا أمنه، ولا مشرداً إلا ولأمته وأهله أعاده، فيكون كما قال المصطفى : «إنما الإمام جُنّة يُقاتَل من وراءه ويُتقى به».
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام - أوروبا