خبر وتعليق المظاهرات في العراق؛ الأسباب والعلاج
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
خرج أهل العراق في هذه الأيام كغيرهم من بلاد المسلمين بمظاهرات عمت مدناً عديدة مطالبين بتحسين معيشتهم بتوفير الخدمات والعيش الكريم المعدومين منذ زمن بعيد، وإخراجهم من هذا النفق المظلم، عسى أن يصلوا إلى تلك الحياة الكريمة التي عاش فيها أسلافهم.
\n
التعليق:
\n
للوقوف على واقع هذه المظاهرات نبدأ ببيان أسبابها:
\n
1- إن السبب الأول والمحور الرئيس الذي تسبب في إيجاد هذه الأوضاع الفاسدة هو ترك شريعة الله خالق الناس ومدبر أمرهم، والعالم بأحوالهم وما يصلحهم، قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]، والركون إلى الإنسان القاصر في تفكيره ليضع نظاما من نفسه يريد فيه تدبير شؤون الناس وسياستهم بما يراه، أي وضع نفسه مكان ربهم ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: 29]، ففصل الدين عن الحياة، وفصل الخلق عن شريعة ربهم فأصبح لسان وحال هذا الإنسان يقول لهم: ادعوا الله أن يصلح أحوالكم ولكنه لا يتدخل في الحياة!! تعالى الله عن ذلك.
\n
2- السبب الثاني وهو تبع للأول تولي تطبيق هذا النظام الديمقراطي الوضعي أشخاص فاسدون ظلاميون ألفوا هذه الأجواء الفاسدة والتي من خلالها أصبحوا وحوشا كاسرة ومن أغنى الأغنياء، فلا يرجى التغيير منهم أو من خلال نظامهم.
\n
3- أضف إلى ذلك من نظام وضعي ديمقراطي يطبقه أناس فاسدون، إن هؤلاء نصبهم الكافر المحتل الأميركي، فلا يملكون من البلد وقيادته إلا بما تسمح به أميركا من إطعامهم سرقات جزاء لخياناتهم، ورهنهم البلد ومقدراته الوفيرة بيد الكفرة من الشرق والغرب وإخضاعه للأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد.. وغيرها من المؤسسات التي لا يخضع لها بلد إلا أهلكته بشروطها وسياساتها.
\n
هذه الأسباب وغيرها جعلت الناس يتذوقون مر الحياة، فلا هم طبقوا شريعة ربهم فيسعدوا في الدارين، ولا ساسهم أناس حاولوا الإصلاح فخففوا عنهم بعض أعباء الحياة. فأصبح العراق يتربع في أعلى هرم الفساد والقتل وانعدام الأمن وانعدام لأبسط أسباب العيش الكريم... هذا ما دفع الناس إلى تلك المظاهرات.
\n
أما العلاج الذي لا يخفى على كل ذي لب فهو أن تغيير الأشخاص لا يأتي بخير، وهو ما ذكره العديد من المتظاهرين - إذا استبعدنا الانتهازيين والمنتفعين - بل يجب تبديل هذا النظام الذي يساس به البلد وغيره من بلدان المسلمين بنظام أفضل.
\n
فإذا أضفنا لصاحب هذا الفهم الصحيح فهم شخص تقي عرف الله وقدره حق قدره وعلم وأيقن أن هذا النظام المرجو أن يساس به الناس هو نظام من عند الله تعالى، يطبقه خليفة تقي مبايَع بيعة صحيحة يرعاهم به ويسعدهم فيه، ويقطع الولاية مع الكافرين المستعمرين أيا كان دينهم وعرقهم، وإلا سوف تبقى الفتنة والفساد، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: 73].
\n
فإلى تغيير الحال بتطبيق شرع ربنا يدعوكم حزب التحرير، سعادة وعزة في الدنيا، ورحمة وجنة في الآخرة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾. [الأنفال: 24].
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حسين - العراق