الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

للسياسة الأمريكية في مصر نقول: ولات حين مناص

بسم الله الرحمن الرحيم



الخبر:‏

\n

 

\n


في تعليقها على الحوار الاستراتيجي، الذي عقد بين القاهرة وواشنطن في 2 آب/أغسطس، ذكرت ‏صحيفة \"وول ستريت جورنال\" الأمريكية أن على الولايات المتحدة عدم السكوت على ما أسمته المناخ ‏السياسي الحالي \"الأكثر قمعا\" في مصر، الذي اعتبرته أسوأ بمراحل من عهد الرئيس المخلوع حسني ‏مبارك، على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 آب/أغسطس أن \"من مصلحة الولايات ‏المتحدة عدم استمرار هذا المناخ، لأنه سيتسبب في انتشار المتشددين داخل مصر وخارجها\". وتابعت ‏الصحيفة، محذرة \"سياسات القمع الحالية بمصر تخلق جيلا جديدا من الإسلاميين المتطرفين، ولذا فإن ‏تزويدها بأسلحة أمريكية متطورة مثل مقاتلات إف 16، لن تعالج مشكلة الإرهاب، التي ربما تخرج عن ‏السيطرة\"، حسب تعبيرها. (موقع المصريون الإلكتروني الاثنين 2015/08/03)‏

\n

 

\n

 

\n

التعليق:‏

\n

 

\n


يتوجب هنا أولاً شرح المفردات التي وردت في الخبر بحسب قاموس المعاني الاستراتيجية ‏الأمريكية:‏

\n


‎-‎‏ المتشددين ‏‎=‎‏ المسلمين الذين لا يقبلون الدنية في دينهم.‏

\n


‎-‎‏ الإسلاميين المتطرفين ‏‎=‎‏ الإسلاميين الذين يطالبون بالخلافة ولا يقبلون بالدولة القطرية الخانعة.‏

\n


‎-‎‏ السيطرة ‏‎=‎‏ الخضوع للمجتمع الدولي.‏

\n


في هذا الرأي لـ\"وول ستريت جورنال\"، اكتفاء بما يحصل به الغرض دون إفراط، والغرض هو ‏استمرار الوضع العالمي على ما هو عليه من سيطرة لأمريكا بوصفها الدولة الأولى في العالم. وقد ‏جربت أمريكا، التنكيل والقتل والتعذيب في كل من العراق وأفغانستان، ولكن دون جدوى، فمقياس ‏المنفعة ومفهوم السعادة في مبدئها الرأسمالي، لا يجدي نفعا مع مقياس الحلال والحرام وابتغاء رضوان ‏الله الذي يدين به المسلمون \"المتشددون\" حسب تعبيرهم.‏

\n


إن الارتباك الذي أصاب أمريكا في السنوات الأخيرة، قد جرَّأ الدول التي تدور في فلكها وتأكل ما ‏تبقى من ورائها على الدخول، ولو على استحياء، في مناوشات وشغب يزيد الطين بلة في الطريق الذي ‏مهدته أمريكا من قبل كي تستحوذ على مقدرات وثروات العالم.‏

\n


ولهذا كثرت في الآونة الأخيرة التصريحات المنتقدة لسياسة أوباما، وإن كان الغرض من بعضها، ‏تهيئة الأجواء للمعركة الانتخابية القادمة، إلا أن جميعها تحاول إرجاع أمريكا إلى الاتجاه المقرر حسب ‏بوصلة مراكز دراساتها الاستراتيجية، وهذا المقال في الـ\"وول ستريت جورنال\" يدخل في هذا الإطار. ‏وإن كان إرجاعها لا يجدي نفعا فما من طريق تحارب به الإسلام إلا وقد سلكته؛ حيث جاهدت كثيرا ‏في استبدال الإسلام بما أسمته الإسلام المعتدل، ومن قبل سجنت وقتلت وعذبت وضيقت هي وعملاؤها ‏في مصر وسائر بلاد المسلمين على حملة الدعوة فلم يفلحوا في ذلك كله، بل بدت دولة الإسلام تفوح ‏رياحها ويلوح ظلها بين يدي حزب التحرير.‏

\n


فها هو، استعصاء الثورة السورية المباركة وتمسكها بحل الإسلام الجذري، الذي أربك القرار ‏السياسي الأمريكي، فاستغله عبد الفتاح السيسي لإقناع الأمريكان بتزويد الجيش المصري بطائرات إف ‏‏16 لا لقتال كيان يهود وتحرير فلسطين، ولكن لقتال شعبه إرضاء للغرب الكافر، وحماية لكيان يهود، ‏وتغطية على فشله الاقتصادي، حتى ارتفعت الأصوات داخل أمريكا محذرة مما ستؤول إليه الأوضاع ‏التي أنتجها هذا النظام الدموي في مصر، والتي ستؤدي إلى خروج الشعوب المسلمة عن \"السيطرة\"، ‏بسبب سياسات القمع الحالية بمصر كاستخدام الأسلحة الأمريكية المتطورة وغيرها من الأسلحة الفتاكة ‏للوقوف أمام طوفان الإسلام وفكرته، الذي قد يساعد، إن استمر، في التسريع من إنضاج تلك الفكرة ‏فيحين قطافها للأمة قبل أن يتمكن الغرب من تسميمها، أو معالجتها جينيا، حتى لا تهدد مصالحهم ‏الاستعمارية.‏

\n


والثمرة التي بدأت الأمة تتطلع لقطفها هي سلاح فتاك لا تقدر على صده أعتى الجيوش في هذا ‏الزمان وكل زمان، كيف لا وهي فكرة آن أوانها، وخاصة بعد أن تمكن حزب التحرير من بلورتها ‏وصاغ على أساسها مشروعا متكاملا يسير بالأمة في طريق نهضتها الصحيحة، واستئناف حياتها ‏الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستمكنها من الخروج نهائيا عن \"السيطرة\".‏

\n


فبشرى لكل \"المتشددين\" و\"الإسلاميين المتطرفين\"، بالمعنى الاستراتيجي الأمريكي طبعًا، ‏فـ\"السيطرة\" قد تعفنت ولا بد من إلقائها في مكان سحيق واجتثاث شجرتها الخبيثة.‏

\n


‏﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ [سورة ص: 3]‏

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي - مصر

\n

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع